أن اُسلّط الضوء على الأثر الفكري للحركة الحسينيّة الذي كان انبعاثاً لتراث النبوّة الخاتمة من جديد بعد أن بذل الاُمويّون كلّ جهدهم لتحريفه ؛ حيث فرّغوا الإسلام من محتواه الأصيل ، واستبدلوه بكذب في الطعن على علي عليهالسلام ، ليس فقط لتغييب إمامته الدينية بل لتحويله إلى رمز للإلحاد يُلعن ويُتبرأ منه ، وفي قباله يكون القائد إلى الله الذي تكون طاعته قربى وزلفى تقود إلى الجنّة هم بنو اُميّة. وقد تناولت بحوث الكتاب هذه المسألة بشكل تفصيلي ، وأثبتت انبعاث التراث النبوي الصحيح من جديد بنهضة الحسين عليهالسلام ، وأنّ شهادته كانت الباب الأوسع لكي يكتمل انبعاث ذلك التراث ، وتنكشف تلك الضلالة ، ويكون رموزها موضع لعن وبراءة إلى يوم الدين.
أمّا المجموعة الثانية فهي لا تدخل ضمن هذه السلسلة من البحوث التاريخيّة ، وإنّما هي بحوث تتصل بعلم الأديان المقارن والعقيدة الإسلاميّة والفكر الإسلامي ، من قبيل : بحث خبر الحسين عليهالسلام في القرآن والتوراة والإنجيل ، بحث مجالس العزاء الحسيني تأسيس إلهي ، بحث الظاهرة الحسينية قراءة دلالية ، بحث النهضة الحسينيّة رؤى وتقييم ، وغيرها من البحوث ، وهي ناجزة ، أرجو أن تجد طريقها إلى النور قريباً.
وأودّ أنّ اُبيّن للقارئ الكريم أنّ هذا الجهد الذي يراه كما هو كان جاهزاً للطبع قبل أربع سنين تقريباً ، غير أنّي كنت أرغب في مراجعته لاستكمال النقص في بعض فصوله التي سوف يلتفت القارئ إلى أنّها بحاجة إلى استيعاب أكثر وتنظيم أدق ، ولكنّي رأيت أنّني لو بقيت أسيراً لهذه الرغبة فإنّ الكتاب سوف لن يشقّ طريقه إلى النور.
وأخيراً لا يفوتني أن أشكر ولدي وقرّة عيني السيد حسين على همّته في إخراج هذا الكتاب إلى النور.