روى البلاذري قال : حدّثني محمّد بن سعد ، عن الواقدي ، عن يزيد بن عياض ، قال : قال معاوية : الأرض لله ، وأنا خليفة الله ، فما أخذت فلي ، وما تركته للناس ، فبفضل منّي (١).
وقال مسكين الدارمي يخاطب معاوية يستحثّه على ترشيح يزيد :
وقال عبد الله بن همام السلولي ليزيد بن معاوية :
بني خلفاء اللهِ مهلاً فإنّما |
|
يبوؤها الرحمنُ حيث يريدُ |
إذا المنبرُ الغربي خلاَّهُ ربُّه |
|
فإنّ أميرَ المؤمنين يزيدُ (٢) |
وقال عبدالله بن همام السلولي ليزيد بن معاوية:
اصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقةٍ |
|
واشكر عطاءَ الذي بالملك أصفاكا |
اُعطيتَ طاعةَ أهل الأرض كلِّهمُ |
|
فأنتَ ترعاهم واللهُ يرعاكا |
وقال أيضاً (٣) :
خلافةُ ربِّكم حاموا عليها |
|
إذا غُمِزت خَنابِسة اُسودا (٤) |
وفي ضوء ذلك يتّضح : أنّ معاوية هو المؤسس لهذه البدعة في الحكم ، وقد استفاد من أصل أسلامي صحيح أشار إليه القرآن في قوله تعالى : (يا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ). وأشارت إليه الأحاديث النبويّة الصحيحة التي انتشرت في عهد علي عليهالسلام وولده الحسن عليهالسلام ، وهو توصيف الأنبياء وأوصيائهم بكونهم خلفاء الله في الأرض ، يبيّنون للناس دينه نيابة عنه ؛ ومن هنا كانت طاعة هؤلاء الأنبياء وأوصيائهم
__________________
(١) أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٠.
(٢) الفرق الإسلاميّة في بلاد الشام / ٢٤٩ عن الشعر والشعراء ١ / ٥٤٤ ، الأغاني ٢ / ٢١٢ ، خزانة الأدب ٣ / ٥٩ ، شعر مسكين الدارمي / ٣٣.
(٣) الفرق الإسلاميّة في بلاد الشام / ٢١٧ عن طبقات فحول الشعراء / ٦٢٧.
(٤) يريد إذا استضعفها مجترئ فطمع في أن ينال منها ، والخَنابِسة : جمع خُنْبَسة ، وهو الجري الشديد الثابت. المصدر السابق (حسن عطوان).