وإقامة العدل فيهم ، ثمّ جهاد السلطة الاُمويّة وتطويق سياستها الضالة الظالمة ومن ثمّ الإطاحة بها. وقد تمثّل هذا البلد بالكوفة حيث وجد فيها أنصار للحسين عليهالسلام قادرون على حمايته ويقاتلون دونه ، كما وجد للنبي صلىاللهعليهوآله من قبل أنصار في المدينة حموه وقاتلوا دونه. وعند استشهاده كما [هو] المتوقّع في ضوء أخبار النبي صلىاللهعليهوآله يواصل خواصّ أصحابه تنفيذ ما بقي من الخطّة ، وقد وردت الأخبار أنّها تشخّص المختار لهذا الدور كما سيأتي.
الحسين عليهالسلام لا يبايع ليزيد :
قال الطبري : ولي يزيد في هلال رجب سنة ستين ، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وأمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري ، وأمير البصرة عبيد الله بن زياد ، وأمير مكّة عمرو بن سعيد بن العاص.
وكتب يزيد إلى الوليد يحثّه على أخذ البيعة ممّن لم يبايع ، ومنهم الحسين عليهالسلام ، وبعث الوليد إلى الحسين عليهالسلام ليأخذ منه البيعة.
روى خليفة بن خياط في تاريخه قال : حدّثني وهب قال : حدّثني جويرية بن أسماء قال : سمعت أشياخنا من أهل المدينة ما لا أُحصي يحدّثون : أنّ معاوية توفي وفي المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، فأتاه موته ، فبعث إلى مروان بن الحكم واُناس من بني اُميّة فأعلمهم الذي أتاه ، فقال مروان : ابعث الساعة إلى الحسين وابن الزبير ؛ فإن بايعا وإلاّ فاضرب أعناقهما ـ وقد هلك عبد الرحمن بن أبي بكر قبل ذلك ـ فأتاه ابن الزبير فنعى له معاوية وترحّم عليه ، وجزاه خيراً ، فقال له : بايع. قال : ما هذه ساعة مبايعة ، ولا مثلي يبايعك هاهنا ، فترقى المنبر فأبايعك ويبايعك الناس علانية غير سرّ. فوثب مروان فقال : اضرب عنقه ؛ فإنّه صاحب فتنة وشرّ. قال : إنّك لهتّاك يابن الزرقاء! واستبّا ، فقال الوليد : أخرجوهما (عنّي ، وكان رجلاً رفيقاً سرياً كريماً). فاُخرجا عنه. فجاء الحسين بن علي عليهماالسلام على تلك الحال فلم يكلم في شيء حتّى رجعا جميعاً … وخرج الحسين عليهالسلام من ليلته (١).
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط / ٢٣٢ ـ ٢٣٣.