يا غرابَ البين أسمعت فقلْ |
|
إنّما تذكر شيئاً قد فُعلْ |
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ |
حين حكّت بقباءٍ بركها |
|
واستحرَّ القتلُ في عبد الأشلْ |
لأهلّوا واستهلوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشلْ |
فجزيناهم ببدرٍ مثلها |
|
وأقمنا ميلَ بدر فاعتدلْ |
لستُ للشيخين إن لم أثأَرِ |
|
من بني أحمدَ ما كان فعلْ |
فقالت زينب بنت علي عليهالسلام :
صدق الله سبحانه حيث يقول : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ). ثم أورد ابن طيفور تمام خطابها رضياللهعنها ، ونحن نورد الخطبة برواية ابن طاووس ؛ لأنّها أفصح وأتمّ في بعض الموارد.
أظننتَ يا يزيد حيث أخذتَ علينا أقطارَ الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الأسارى ، أنّ بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة ، وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمختَ بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟ فمهلاً مهلاً! أنسيت قول الله تعالى : (ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَِنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)؟
أمن العدل يابن الطلقاء تخديرَك حرائرَك وإماءَك ، وسَوْقَك بنات رسول الله سبابا ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههنّ ، تحدو بهنَّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمعاقل ، ويتصفّح وجوههنَّ القريب والبعيد ، والدنيّ والشريف ، ليس معهنّ من حُماتهنّ حمي ، ولا من رجالهنّ ولي؟ وكيف يرتجى مراقبة مَنْ
__________________
حدّثنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال : لمّا أُتي يزيد برأس الحسين جعل ينكت سِنَّه ويقول : ما كنت أظنّ أبا عبد الله بلغ هذا السن ، وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب.