ومن الروايات التي تقدح وتطعن : ما رواه الكشي أيضاً عن محمد بن الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدّثنا محمد بن يزداد الرازي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبد الله المزخرف ، عن حبيب الخثعمي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان المختار يكذب على علي بن الحسين عليهالسلام.
وعن جبرئيل بن أحمد ، حدّثني العبيدي ، قال : حدّثني محمد بن عمرو ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين عليهالسلام ، وبعث إليه بهدايا من العراق ، فلمّا وقفوا على باب علي بن الحسين دخل الآذن يستأذن لهم ، فخرج إليهم رسوله فقال : أميطوا عن بابي ؛ فإنّي لا أقبل هدايا الكذّابين ... (١).
قال السيد الخوئي رحمهالله : وأمّا الروايات الذامّة فهي ضعيفة الإسناد جدّاً ، ولو صحّت فهي لا تزيد على الروايات الذامّة الواردة في حقّ زرارة ومحمد بن مسلم وبريد وأضرابهم ، ويكفي في حسن حال المختار إدخاله السرور في قلوب أهل البيت (سلام الله عليهم) بقتله قَتَلة الحسين عليهالسلام ، وهذه خدمة عظيمة لأهل البيت عليهمالسلام يستحق بها الجزاء من قبلهم. ثمّ إنّ خروج المختار وطلبه بثأر الحسين عليهالسلام كان قد أخبره ميثم التمّار (٢) لمّا كانا في حبس عبيد الله بن زياد ، بأنّه يفلت ويخرج ثائراً بدم الحسين عليهالسلام (١).
__________________
(١) اختيار معرفة رجال الكشي ١ / ٣٤.
(٢) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩٣ : وروى إبراهيم في كتاب الغارات عن أحمد بن الحسن الميثمي ، قال : كان ميثم التمّار مولى علي بن أبي طالب عليهالسلام عبداً لامرأة من بني أسد رحمهالله ، فاشتراه علي عليهالسلام منها وأعتقه ... وقد أطلعه علي عليهالسلام على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية ، فكان ميثم يحدّث ببعض ذلك ، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة ، وينسبون عليّاً عليهالسلام في ذلك إلى المخرقة والإيهام والتدليس ، حتّى قال له يوماً بمحضر من خلق كثير من أصحابه ، وفيهم الشاك والمخلص : «يا ميثم ، إنّك تؤخذ بعدي وتُصلب ، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دماً حتّى تخضب لحيتك ، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضى عليك ، فانتظر ذلك. والموضع الذي تُصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث ، إنّك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهّرة (يعنى الأرض) ، ولأرينك النخلة التي تُصلب على جذعها». ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين ، وكان ميثم يأتيها ،