عن ابن عبّاس قال : نظر النّبي صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام فقال : «أنت سيّد في الدّنيا سيّد في الآخرة ، ومَنْ أحبّك فقد أحبّني ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوّك عدوّي وعدوّ الله ، والويل لمَنْ أبغضك من بعدي». قال أبو الفضل : فسمعت أبا حاتم يقول : سمعت أبا الأزهر يقول : خرجت مع عبد الرزّاق إلى قريته فكنت معه في الطريق ، فقال لي : يا أبا الأزهر ، أفيدك حديثاً ما حدّثت به غيرك ، قال : فحدّثني بهذا الحديث : أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي قال : سمعت أبا عليّ الحسين بن عليّ الحافظ يقول : سمعت أحمد بن يحيى بن زهير التستري يقول : لمّا حدّث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبد الرزاق في الفضائل أخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث إذ قال يحيى بن معين : مَنْ هذا الكذّاب النيسابوري الذي حدّث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا. فتبسّم يحيى بن معين وقال : أما إنّك لست بكذّاب (وتعجّب من سلامته) وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث. قال ابن نعيم وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول : سمعت أبا حامد الشرقي وسُئل عن حديث أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق ، عن معمر في فضائل عليّ. فقال أبو حامد : هذا حديث باطل ؛ والسبب فيه أنّ معمراً كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكّنه من كتبه فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيباً لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر. قال ابن نعيم : فسمعت محمّد بن حامد البزار يقول : سمعت مكي بن عبدان يقول : سمعت أبا الأزهر يقول : خرج عبد الرزاق إلى قريته فبكّرت إليه يوماً حتّى خشيت على نفسي من البكور ، فوصلت إليه قبل أن يخرج لصلاة الصبح ، فلمّا خرج رآني فقال : كنت البارحة ها هنا؟ قلت : لا ولكنّي خرجت في الليل ، فأعجبه ذلك ، فلمّا فرغ من صلاة الصبح دعاني وقرأ عليّ هذا الحديث ، وخصّني به دون أصحابي. قلت : وقد رواه محمّد بن حمدون النيسابوري ، عن محمّد بن علي بن سفيان النجّار ، عن عبد الرزّاق ، فبرئ أبو الأزهر من عهدته إذ قد توبع على روايته ، والله أعلم.