في يوم ما أتى علينا يوم كان أشدّ حرّاً منه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : «يا أيّها النّاس ، إنّه لم يبعث نبيّ قط إلاّ عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإنّي أوشك أن اُدعى فاُجيب ، وإنّي تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده كتاب الله». ثمّ قام وأخذ بيد عليّ (رضي الله تعالى عنه) فقال : «يا أيّها النّاس ، مَنْ أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : «مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه».
أقول : لم يذكر الرّاوي قول النّبي (وعترتي بعد قوله وكتاب الله) على سبيل الإشارة للحديث ؛ إذ لم يكن بصدد ذكر تمام الرّواية ، وهذا ديدن لأهل الرّواية معروف.
المستدرك ٣ / ١٣٥ : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ببغداد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا محمّد بن جعفر ، ثنا عوف (عن السنن الكبرى ٥ / ١١٨ ، فضائل الصّحابة ٢ / ٥٨١) ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : «سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ». قال : فتكلّم في ذلك النّاس. فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أمّا بعد ، فإنّي أُمرت بسد هذه الأبواب غير باب عليّ ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته». هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
المعجم الكبير ٥ / ١٨٦ : حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، ثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن عليّ بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم داخلاً على المختار أو خارجاً (١) ، قال : قلت : حديثاً بلغني عنك سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّي تارك فيكم الثّقلين ؛ كتاب الله وعترتي»؟ قال : نعم.
المعجم الكبير ٥ / ١٦٦ : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا جعفر بن حميد ح ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا النضر بن سعيد أبو صهيب قالا : ثنا عبد الله بن
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ، مسند أحمد ٤ / ٣٧١ ، مشكل الآثار ٤ / ٣٦٨ ، ينابيع المودة ١ / ٣٦٨.