قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمَنْ أراد العلم فليأته من بابه».
روى ابن المغازلي في مناقب عليّ / ٥١ : بسنده عن عبد الملك بن عمير (١) ، عن أنس
__________________
وابن عبّاس ، ولزمه مدّة وقرأ عليه القرآن ، وكان أحد أوعية العلم ، روى عنه قتادة والحكم بن عتيبة ، وعمرو بن دينار ومنصور ، والأعمش وأيوب ، وابن عون وعمر بن ذرّ وخلق. قال مجاهد : عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاث عرضات ، أقف عند كلّ آية أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ قرأ على مجاهد ابنُ كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال قتادة : أعلم ممّن بقى بالتفسير مجاهد. وقال ابن جريج : لأن أكون سمعت من مجاهد أحبّ إليّ من أهلي ومالي. وقال خصيف : أعلمهم بالتفسير مجاهد. وروى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال : ربّما أخذ لي ابن عمر (رضي الله تعالى عنهما) بالركاب. وقال الأعمش : كنت إذا رأيت مجاهداً (ازدريته مبتذلاً كأنّه خربندج قد ضلّ حماره) (في صفوة الصفوة : خربندج كلمة فارسية لم توردها المعاجم العربية ، ومعناها قربنده ، ومعناها مؤجر الحمار) ، وهو مهتم لذلك ، فإذا انطق خرج من فيه اللؤلؤ. وقال حميد الأعرج : كان مجاهد يكبر من : والضحى. قال غير واحد : توفي سنة ثلاث ومئة. وروى الواقدي عن بن جريج قال : بلغ ثلاثاً وثمانين سنة. ذكر محمّد بن حميد ، أخبرنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش قال : كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلاّ ذهب لينظر إليها ، ذهب إلى حضرموت ليرى بئر برهوت ، وذهب إلى بابل وعليه والٍ ، فقال له مجاهد : تعرض عليّ هاروت وماروت. فدعا رجلاً من السحرة فقال : اذهب به. فقال اليهودي : بشرط أن لا تدعو الله عندهما. قال : فذهب به إلى قلعة فقطع منها حجراً ، ثمّ قال : خذ برجلي. فهوى به حتّى انتهى إلى جوبة (الجوبة من الأرض : الدارة في المكان المبني بالوطي من الأرض القليل الشجر) ، فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين ، فلما رأيتهما قلت : سبحان الله خالقكما! فاضطربا ، فكأنّ الجبال تدكدكت ، فغشي عليّ وعلى اليهودي ، ثم أفاق قبلي فقال : قد أهلكت نفسك وأهلكتني.
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ١٣٥ : ع عبد الملك بن عمير الإمام أبو عمرو اللخمي الكوفي ، حدّث عن جابر بن سمرة وجندب بن عبد الله ، وعدي بن حاتم وابن الزبير ، وربعي بن حراش وخلق. وعنه زائدة والسفيانان وإسرائيل ، وعبيدة بن حميد وزياد البكائي وآخرون. ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الأعلام. قال النسائي وغيره : ليس به بأس ، واحتج به الشيخان. وقال أبو حاتم : ليس بحافظ. وقال يحيى بن معين : هو مختلط. قلت : ما اختلط الرجل ، ولكنّه تغيّر تغيّر الكبر ، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه ، عاش أزيد من مئة عام. مات في ذي الحجّة سنة ست وثلاثين ومئة بلا نزاع وقع لي من عواليه. تهذيب الكمال ١٨ / ٣٧٠ ع : عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية القرشي ، ويقال : اللخمي ،