معاوية ليستولي على الاُمور ، وليكون هو ونسله أولى بالنبي صلىاللهعليهوآله وبدين إبراهيم ، وأن يعرضوا أنفسهم على الناس أنّهم أئمّة الهدى ، وخلفاء الله وشفعاؤه في خلقه ، وأن يعرض علياً عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام ملحدين في الدين ، استوجبوا اللعنة والبراءة على لسان النبي صلىاللهعليهوآله ، وبذلك يثأر لأسلافه الذين قُتِلوا في معركة بدر على الشرك ، ويحقّق ما لم يخطر على بال أمّه هند من صور الانتقام.
كانت العقبة الكؤود أمام هذا المخطّط الرهيب هو وجود الحسن عليهالسلام ، ومحبّة الناس له ، والكوفة قلعة الولاء لعلي عليهالسلام ، والأحاديث النبويّة الصحيحة في حقّ علي وأهل بيته عليهمالسلام ، وتاريخ بني اُميّة في حرب النبي صلىاللهعليهوآله ، ومخالفات الخلفاء السابقين لسنّة النبي صلىاللهعليهوآله التي انتشرت أخبارها بين المسلمين جميعاً.
كانت ركائز خطّة معاوية هي :
اغتيال الحسن عليهالسلام بالسم.
المنع من رواية فضائل علي وأهل بيته عليهمالسلام.
وضع أحاديث تطعن بعلي عليهالسلام وتشوّه سيرته ، وتسوّغ لعنه والبراءة منه.
وضع أحاديث في فضائل معاوية والخلفاء السابقين توجب الولاء لهم والتقرب بهم إلى الله تعالى ، والطاعة المطلقة لهم.
قتل وجوه أصحاب علي باعتبارهم سيقفون معارضين لتلك السياسة ، وتفريغ الكوفة من شيعة علي بإشغالهم بالفتوح ، وتحويل الكوفة إلى بلد مطيع لبني اُميّة. وجدَّ معاوية وصرف كلّ قدراته في تنفيذ تلك الخطوات.
شهد الحسين عليهالسلام نقض معاوية لشروط الحسن عليهالسلام بعد وفاته ، وحركته التحريفية التي استهدفت تفريغ الإسلام من محتواه المحمدي الأصيل الذي يقوم على الولاء لله ولرسوله ولعلي والأئمّة عليهمالسلام من ولده ؛ بصفتهم أولى بالنبي صلىاللهعليهوآله وبدين إبراهيم ، واستبداله بمحتوى اُمويّ يقوم على البراءة من علي عليهالسلام ، ولعنه بصفته ملحداً في الدين ،