شرح نهج البلاغة ٥ / ٢٥٨ : قال نصر : وحدّثنا يحيى بن يعلى ، عن الأصبغ بن نباته قال : جاء رجل إلى علي فقال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم الدعوة واحدة ، والرسول واحد ، والصلاة واحدة ، والحج واحد فماذا نسمّيهم؟ قال : «سمّهم بما سمّاهم الله في كتابه». قال : ما كلّ ما في الكتاب أعلمه. قال : أما سمعت الله تعالى يقول : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ... وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ)؟ فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنّبي وبالحقّ ، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا ، وشاء الله قتالهم فقاتلهم بمشيئته وإرادته».
روايته لوصية أمير المؤمنين لولده الحسن : روى أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب الزواجر والمواعظ ، وقد ذكر عدّة طرق لروايتها ، منها : ما ذكره بسنده إلى الحسن بن طريف بن ناصح ، عن الحسن بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة (١).
روايته لعهد أمير المؤمنين إلى مالك الأشتر ، رواه النجاشي في الفهرست ، عن ابن الجندي ، عن عليّ بن همام ، عن الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ.
الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٥٧ : بسنده عن زكريا بن ميسرة (٢) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : قال عليّ : «نزل القرآن أرباعاً ؛ فربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع تفسير سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن».
__________________
(١) كشف المحطة إلى ثمرة المهجة ، الفصل ١٥٤ / ١٥٤.
(٢) تهذيب الكمال ٩ / ٣٧٤ : ق زكريا بن ميسرة البصري ، روى عن النهاس بن قهم ق ، عن أنس في الحجامة ، وعن أبي غالب الترس ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه في الفتن ، وروى عنه عثمان بن مطرق ، ويونس بن عبيد ، وروى له ابن ماجة. أقول : من الرواة عنه أبو حمزة الثمالي كما في تفسير فرات.