من علي عليهالسلام (١) ، فمَنْ أبى ذلك عرضه على السيف (٢). ولكنّ الله تعالى قد سلّط عليه الطاعون أشغله عنهم ، ومات بعدها بأيّام (٣).
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ٩ / ٨٨ (ترجمة زياد).
(٢) مروج الذهب ـ للمسعودي ٣ / ٢٦. قال عبد الرحمن بن السائب : فإنّي لمع نفر من الأنصار والناس في أمر عظيم ، قال : فهوّمت تهويمة (التهويم : أن يأخذ الرجل النعاس حتّى يهتز الرأس) ، فرأيت شيئاً مثل عنق العير أهدب أهدل (الأهدل : الساقط الشفة ، وبعير هدِل إذا كان طويل المشفر مسترخيه) ، فقلت : ما أنت؟ قال : أنا النقاد ذو الرقبة ، بُعثت إلى صاحب هذا القصر. فاستيقظت فزعاً ، فقلت لأصحابي : هل رأيتم ما رأيت؟ قالوا : لا ، فأخبرتهم ، قال : ويخرج علينا خارج من القصر فقال : إنّ الأمير يقول لكم انصرفوا عنّي فإنّي عنكم مشغول ، وإذا الطاعون قد ضربه.
فأنشأ عبد الرحمن بن السائب يقول :
ما كان منتهياً عمّا أراد بنا |
|
حتّى تناوله النقّاد ذو الرقبهْ |
فأثبت الشقّ منه ضربةً ثبتت |
|
كما تناول ظلماً صاحب الرحَبَهْ |
قال المسعودي : يعني بصاحب الرحبة علي بن أبي طالب عليهالسلام (مروج الذهب ٣ / ٢٦٠).
(٣) قال البلاذري في أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٧٨ : كان زياد عند معاوية وقد وقع الطاعون بالعراق ، فقال له : إنّي أخاف عليك يا أبا المغيرة الطاعون ، فلمّا صار إلى العراق طعن فمكث شهراً فمات.