وقوله في الحسن عليهالسلام : «إنّ ابني هذا سيّد ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (٢). وكذلك وممّا لا شك فيه أنّ هذه الأقوال من النبي صلىاللهعليهوآله تفتح القلوب لفعل الوصي الذي يجيء في ظرف فتنة ، واختلاف وتشوش في الرؤية عند غالبية المسلمين. ومن ذلك قوله في الحسين عليهالسلام : إنّه يُقتل مظلوماً ، وقد استقبل ولادته بذرف الدموع الساخنة عليه. وليس من شك يأتي قول النبي هذا وبكاؤه تأييداً لموقف الحسين عليهالسلام ، وتصويباً لموقفه الذي يتألف من ركنين هما ؛ رفضه لبيعة يزيد ، وخروجه بأهله إلى العراق ، ثمّ يُحاصر هناك ويُعرض عليه البيعة ، أو الموت فيختار الموت على البيعة ، في قبال مَنْ يحاول أن يضع اللوم على الحسين عليهالسلام في عدم تقديره للظرف ، وتعريضه لنفسه ولأهل بيته لنكبة قلّ نظيرها في التاريخ (٣).
__________________
«أنشدك الله ، هل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول وأنت لاوي يدي : لتقاتلنه وأنت ظالم له ، ثمّ لينصرن عليك»؟ قال : قد سمعت ، لا جرم لا اُقاتلك.
(١) روى أبو يعلى في مسنده ٨ / ٢٨٢ : حدّثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدّثنا محمد بن فضيل ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : مرّت عائشة بماء لبني عامر يُقال له : الحوأب ، فنبحت عليها الكلاب ، فقالت : ما هذا؟ قالوا : ماء لبني عامر. فقالت : ردّوني! ردّوني! سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «كيف بإحداكنّ إذا نبحت عليها كلاب الحوأب؟!».
(٢) المعجم الكبير ـ للطبراني ٣ / ٣٤.
(٣) يراجع أمثال ابن العربي ، وصاحب كتاب أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ ، وأيضاً الذهبي في المنتقى / ٧٤.