أقول :
يتّضح من هذه الروايات الصحيحة وفق مسلك أهل السنّة في تصحيح الرواية ، وقد وردت في أهم مصادرهم الحديثية أنّ معاوية وولاته (مروان والمغيرة) كانوا يسبّون علياً عليهالسلام على المنابر.
وفي المصادر التاريخيّة تفصيل أكثر نورد طرفاً منه فيما يلي :
قال ابن عبد ربه : لمّا مات الحسن بن علي حجّ معاوية (١) ، فدخل المدينة وأراد أن يلعن علياً على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقيل له : إنّ ها هنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا ، فابعث إليه وخذ رأيه. فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ، ثمّ لا أعود إليه. فأمسك معاوية عن لعنه حتّى مات سعد ، فلمّا مات لعنه على المنبر ، وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه ففعلوا ، فكتبت اُمّ سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله : إنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومَنْ أحبّه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله. فلم يُلتفت إلى كلامها (٢).
وفي مقاتل الطالبيِّين : إنّ الحسن وسعد ماتا في نفس السنّة ، ويرى الناس أنّ معاوية سقاهما السمّ (٣).
وفي تاريخ ابن الأثير سنة ٥١ قال : وفيها توفي سعد بن أبي وقاص ، وقيل : توفي سنة أربع وخمسين ، وقيل : سنة خمس وخمسين (٤).
قال أبو عثمان الجاحظ (٥) : إنّ معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة : اللّهمّ إنّ أبا تراب ألحدّ في دينك ، وصدَّ عن سبيلك ، فالعنه لعناً وبيلاً ، وعذّبه عذاباً أليماً.
__________________
(١) قال المسعودي (٣ / ٢٥) : وقد كان معاوية حجّ سنة خمسين.
(٢) العقد الفريد ٤ / ٣٦٦.
(٣) مقاتل الطالبيِّين / ٤٨.
(٤) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٤٧١.
(٥) هو عمرو بن بحر الليثي البصري اللغوي النحوي ، كان مائلاً إلى النصب.