روى أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لمّا أراد أن يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحلّ حزام البغلة ليقع النبي صلىاللهعليهوآله. قال الأزدي : مَنْ كانت هذه حاله لا يُروى عنه. قال ابن حجر : لعله سمع هذه القصة أيضاً من الوليد. وقال غنجار : قيل ليحيى بن صالح : لِمَ لم تكتب عن حريز؟ فقال : كيف أكتب عن رجل صلّيت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتّى يلعن علياً سبعين مرّة! وقال ابن حبان : كان يلعن علياً بالغداة سبعين مرّة ، وبالعشي سبعين مرّة ، فقيل له في ذلك ، فقال : هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي ، وكان داعية إلى مذهبه يتنكب حديثه انتهى. قال ابن حجر : وإنّما أخرج له البخاري لقول أبي اليمان (١) أنّه رجع عن النصب كما مضى نقل ذلك عنه ، والله أعلم (٢).
أقول :
وقد بقيت آثار التربية أيضاً في بعض البلدان فلم يعد أهلها يتحمّلون سماع فضيلة لعلي عليهالسلام حتّى من محدِّثيهم.
روى الذهبي في ترجمة ابن السقّاء : الحافظ الإمام محدِّث واسط أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان الواسطي ، وقال علي بن محمّد الطيّب الجلابي في تاريخه : ابن السقاء من أئمّة الواسطيين والحفّاظ المتقنين ، توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمئة. قال السلفي : سألت الحافظ خميساً الحوزي عن ابن السقاء؟ فقال : هو من مزينة مضر ، ولم يكن سقّاء بل لقب له من وجوه الواسطيين وذوي الثروة والحفظ ، رحَل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى ، وابن زيدان البجلي والمفضل بن الجندي ، وبارك الله في سنّه وعلمه ، واتّفق أنّه أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم ، فوثبوا به وأقاموه وغسلوا
__________________
(١) أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي ، ولد في حمص سنة ٢٢١ وتوفي وهو ابن ٨٣ سنة ، قال الذهبي : روى عن إسماعيل بن عياش ، وحريز بن عثمان وآخرين ، وعنه البخاري والدارمي ، وأبو زرعة وأبو حاتم ، استقدمه المأمون ليوليه قضاء حمص. وروايته أنّ حريزاً رجع عن النصب من أجل أن يبرئ ساحة شيخه في الرواية ، وقد أثبتنا في كتابنا علم الرجال المقارن أنّه لم يرجع عن النصب.
(٢) تهذيب التهذيب ترجمة حريز.