وقد بقيت أثار هذه التربية عند بعض أتباع بني اُميّة من حملة الحديث حتّى بعد زوال حكم بني اُميّة كما يذكر أصحاب التراجم عن حريز بن عثمان.
قال ابن حجر : حريز بن عثمان أبو عون الحمصي (١) (خ ٤ البخاري والأربعة). قال أحمد : حريز صحيح الحديث إلاّ إنّه يحمل على علي عليهالسلام. وقال المفضل بن غسان : يُقال في حريز مع تثبته أنّه كان سفيانياً. وقال العجلي : شامي ، ثقة ، وكان يحمل على علي. وقال عمرو بن علي : كان ينتقص علياً وينال منه. وقال في موضع آخر : ثبت شديد التحامل على علي. وقال ابن عمار : يتّهمونه أنّه كان ينتقص علياً ، ويروون عنه ، ويحتجّون به ولا يتركونه. وقال أحمد بن سعيد الدارمي : عن أحمد بن سليمان المروزي : سمعت إسماعيل بن عياش ، قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة ، فجعل يسبّ علياً ويلعنه. قال إسماعيل بن عياش : سمعت حريز بن عثمان يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال لعلي : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» حقّ ، ولكن أخطأ السامع. قلت : فما هو؟ فقال : إنّما هو أنت منّي بمنزلة قارون من موسى. قلت : عمّن ترويه؟ قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر! وقال ابن عدي : وحريز من الأثبات في الشاميين ، ويحدّث عن الثقات منهم ، وقد وثّقه القطان وغيره ، وإنّما وُضَع منه ببغضه لعلي. قال يزيد بن عبد ربه (٢) : قال ابن حجر : وحكى الأزدي في الضعفاء أنّ حريز بن عثمان
__________________
وهذه في جنبها العظائمُ |
|
تصغر بل توجّه اللوائمُ |
فهل ترى مَنْ سنّها يعادى |
|
أم لا وهل يستر أم يهادى |
أو عالمٌ يقولُ عنه نسكتُ |
|
أجب فإنّي للجواب منصتُ |
وليت شعري هل يقال اجتهدا |
|
كقولهم في بغيه أم ألحدا |
أليس ذا يؤذيه أم لا فاسمعنْ |
|
إنّ الذي يؤذيه يؤذي مَنْ ومَنْ |
بل جاء في حديث اُمّ سلمه |
|
هل فيكم اللهُ يُسبّ مه لمه |
عاون أخا العرفان بالجوابِ |
|
وعاد مَنْ عادى أبا ترابِ |
وقد حكى الشيخ السيوطي أنّه |
|
قد كان فيما جعلوه سُنَّه |
(١) ولد سنة ٨٠ وتوفي في سنة ١٦٣.
(٢) مولده سنة ٨٠ ومات سنة ١٦٣.