روى ابن سعد في ترجمة علي بن عبد الله بن عباس قال : ويُكنّى أبا محمّد ، ولد ليلة قُتل علي بن أبي طالب (رحمة الله عليه) في شهر رمضان سنة أربعين ، فسمّي باسمه وكنّي بكنيته أبي الحسن ، فقال له عبد الملك بن مروان : لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعاً ، فغيّر أحدهما. فغيّر كنيته فصيرها أبا محمد (١).
ثمّ تمادى بهم الأمر إلى أنّهم صغَّروا كلّ عَلِيٍّ فقالوا : عُلَيّ.
قال ابن حبان في ترجمة علي بن رباح اللخمي (٢) : وهو الذي يُقال له عُلَيّ بن رباح ، وكان يقول : مَنْ قال لي عَلِيّ ليس منّي في حلّ ؛ وذاك أنّ أهل الشام كانوا يصغِّرون كلّ علي ؛ لِما في قلوبهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٣).
ونقل العلاّمة ابن عقيل رحمهالله عن الحافظ السيوطي : أنّه كان في أيّام بني اُميّة أكثر من سبعين ألف منبر يُلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية من ذلك (٤).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٥ / ٣١٢. أقول : كان هذا من عبد الملك في أيّام خلافته ، وتوفي علي بن عبد الله بن عباس سنة ١١٨.
(٢) علي بن رباح (بخ م ٤ البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة) روى عن عمرو بن العاص ، وسراقة بن مالك بن جعشم ، وفضالة بن عبيد ، والمستورد بن شداد ، وعتبة بن النذر ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ومعاوية بن حديج. وفد على معاوية وعلى عبد الملك بن مروان ، ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل مصر ، وقال : عمّر : وذكره محمّد بن سعد في الطبقة الثانية وقال : كان ثقة. وقال سلمة بن شبيب : سمعت أبا عبد الرحمن المقرئ يقول : كانت بنو اُميّة إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه ، فبلغ ذلك رباحاً ، فقال : هو عُلَيّ. وكان يغضب من عَلِيّ ويحرّج على مَنْ سمّاه به. وقال أبو سعيد بن يونس : ولد سنة خمس عشرة عام اليرموك ، وكان أعور ، ذهبت عينه يوم ذي الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة أربع وثلاثين ، وكان يفد لليمانية من أهل مصر على عبد الملك بن مروان ، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة ، وهو الذي زفّ أمّ البنين ابنة عبد العزيز بن مروان إلى الوليد بن عبد الملك. مات سنة ١١٤. (تهذيب التهذيب). أقول : والظاهر أنّ قوله : قتلوه ، مصحّف غيروه.
(٣) مشاهير علماء الأمصار ـ لابن حبّان.
(٤) النصائح الكافية / ١٠٤ ، وفيه : وفي ذلك يقول العلاّمة أحمد الحفظي الشافعي في اُرجوزته :
سبعون ألف منبرٍ وعَشَرَهْ |
|
من فوقهنّ يلعنونَ حيدرهْ |