المخزومي. ومن الواضح أنّ الهدف من هذا التغيير هو تطويق القبائل المعروفة بتشيّعها (١).
الثالث : تسيير خمسين ألف مقاتل عراقي مع عوائلهم إلى خراسان (٢) ، منهم خمس وعشرون ألف من الكوفة ، عيَّن عليهم عبد الله بن عقيل ، والباقون من البصرة ، عيَّن عليهم الربيع بن زياد الحارثي (٣) ، كما عيَّنه على الجميع (٤) ، وكان فيهم بريدة بن الحصيب الأسلمي ، وبمرو توفي أيّام يزيد بن معاوية ، وكان فيهم أيضاً أبو برزة الأسلمي عبد بن نضلة ، وبها مات وأسكنهم دون النهر (٥).
الرابع : اعتماد الحمراء مادة أساسية في قوى الأمن الداخلي ، والحمراء كانوا يعملون مع الجيش الفارسي ، وأصلهم من الديلم (٦) ، كان منهم مع رستم يوم القادسية
__________________
روى أبو بردة عن أبيه ، وقد ولي قضاء الكوفة. وقال محمّد بن عمر وغيره : توفي أبو بردة بالكوفة سنة ثلاث ومئة.
(١) وقد التفت إلى هذا الهدف أيضاً المستشرق (لامانس) المعروف بميوله للاُمويِّين. انظر خطط الكوفة للعلاّمة ماسينيون ، ترجمة المصعبي / ١٦.
(٢) قال الخربوطلي في كتابه العراق في العهد الاُموي في ص ٢٩٨ ، وهو رسالة دكتوراه : ولا شك أنّ معظمهم من الشيعة الذين أراد زياد التخلّص من معارضتهم الدائمة.
(٣) قال في الإصابة : الربيع بن زياد الحارثي ، قال أبو عمر : له صحبة ، ولا أعرف له رواية ، كذا قال. وقال أبو أحمد العسكري : أدرك الأيام النبويّة ولم يقدم المدينة إلاّ في أيام عمر. وذكره البخاري ، وابن أبي حاتم ، وابن حبّان في التابعين. وقال ابن حبّان : ولاّه عبد الله بن عامر سجستان سنة تسع وعشرين ففتحت على يديه. وقال المبرّد في الكامل : كان عاملاً لأبي موسى على البحرين ، وفد على عمر فسأله عن سنّه ، فقال : خمس وأربعون. وقصّ قصّة في آخرها أنّه كتب إلى أبي موسى أن يقرّه على عمله ، واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة ، وقُتل بها أخوه المهاجر بن زياد ، وله مع عمر أخبار كثيرة ؛ منها : أنّ عمر قال لأصحابه : دلّوني على رجل إذا كان في القوم أميراً فكأنّه ليس بأمير ، وإذا لم يكن بأمير فكأنّه أمير. فقالوا : ما نعرفه إلاّ الربيع بن زياد. قال : صدقتم. ذكرها ابن الكلبي ، وكان الحسن البصري كاتبه ، وولي خراسان لزياد إلى أن مات.
(٤) إدارة العراق في صدر الإسلام لرمزية عبد الوهاب الخيرو / ١٤٣ و ٢٣٩ نقلاً عن الطبري ٤ / ١٧٠ ، عن المدائني.
(٥) فتوح البلدان / ٥٠٧.
(٦) فتوح البلدان / ٣٤٤.