أربعة آلاف ، ويسمّون جند شاهنشاه ، فاستأمنوا على أن ينزلوا حيث أحبّوا ، ويحالفوا مَنْ أحبّوا ، فأعطاهم سعد ذلك ، وحالفوا زهرة بن حوية السعدي من بني تميم ونزلوا الكوفة (١).
قال المرحوم آية الله الشيخ راضي آل ياسين في كتابه صلح الحسن عليهالسلام : والحمراء : شرطة زياد الذين فعلوا الأفاعيل بالشيعة سنة ٥١ وحواليها (٢).
ونقل الجاحظ عن زياد قوله : ينبغي أن يكون صاحب الشرطة زميتاً قطوباً ، أبيض اللحية ، أقنى ، أحنى ، ويتكلّم بالفارسية (٣).
وذكر الطبري : أنّ الشرطة في عهد زياد في البصرة قد بلغ عددهم أربعة آلاف (٤).
أقول : من المؤكد أنّ عددهم في الكوفة أكثر من ذلك.
وفي قصّة عبد الله بن خليفة الطائي من أصحاب حجر لمّا طلبه زياد ، قال الطبري : فبعث إليه الشُّرط وهم أهل الحمراء يومئذ فأخذوه (٥). وفي قصّة حجر بن عدي الكندي قال ابن سعد : فأرسل ابن زياد إلى حجر الشُّرط والبخارية ، وأُتي به إلى زياد وبأصحابه (٦).
قال عمر بن شبّة : وكان زياد أوّل مَنْ شدّ أمر السلطان ، وأكّد الملك لمعاوية ، وألزم الناس الطاعة ، وتقدّم في العقوبة ، وجرّد السيف ، وأخذ بالظنّة ، وعاقب على الشبهة ، وخافه الناس في سلطانه خوفاً شديداً (٧).
__________________
(١) فتوح البلدان / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٢) صلح الإمام الحسن / ٧٢.
(٣) العراق في العهد الاُموي / ٦٢ عن الجاحظ في البيان والتبيين ١ / ٩٥.
(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٢٢٢.
(٥) تاريخ الطبري ٥ / ٢٨١.
(٦) الطبقات الكبرى ٦ / ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٦٤.
(٧) تاريخ الطبري ٥ / ٢٢٢.