فواحيرتي كيف المعادن لم تزل |
|
ونفنى فذا أمر يضيق به الصدر |
ولكن مراد الله جلت صفاته |
|
فليس لنا إلا الرضى وله الأمر |
ألا رحم الله امرءا سار صالحا |
|
وقدم خيرا قبل أن ينقضي الأمر |
وعاش الطرابلسي في مصر إلى أواسط القرن الحالي ، لكننا لم نقف على تاريخ وفاته.
وله قصائد كثيرة اغتالت أغلبها أيدي الضياع ، وأكثر ما أوردناه من شعره قد جمع شتاته بعض أدباء حلب. وله مخمّسا :
فؤاد لأغراض الحبيب تصدعا |
|
وقلب لترحال الطبيب توجعا |
فيا من حفظت العهد فيه وضيّعا |
|
متى نلتقي حتى أقول وتسعما |
لقد كاد حبل الود أن يتقطعا |
||
جعلت هوى الأحباب دابي وديدني |
|
وقلبي من فرط المحبة قد فني |
ذهبت غراما من هواهم وليتني |
|
فأذكر أيام الحمى ثم أنثني |
على كبدي من خشية يتصدعا (١) |
||
لحا الله من حب محب ووالع |
|
صبور على الأحباب ليس بطامع |
فيا قلبي المحزون مت موت طائع |
|
فليست عشيات الحمى برواجع |
إليك ولكن خل عينيك تدمعا |
وأورد له ثمة غير ذلك من الشعر وفيما ذكرناه كفاية.
وترجمه الشاعر الأديب قسطاكي بك الحمصي في كتابه (أدباء حلب) فقال ما خلاصته : أنه سار عن حلب عقيب نكبة أصابته كاد يهلك بسببها ، ثم اكتفى الحاكم بسجنه وتغريمه ضريبة فقد بها كل ما ملك حتى عجز عن أداء باقيها ، فرفده جد هذا العاجز لأمه عبد الله الدلّال أحد صدور حلب بمال وفى به ما عليه وستر خلته ، ولما تخلص من السجن فارق حلب سنة ١٨٢٨ وورد مصر واتصل بحبيب البحري ، وكان هذا رئيس ديوان الكتاب في حكومة محمد علي باشا ، فحسنت حاله وأصبح من المقدمين عنده ، ثم اتهم في إخلاصه وحسن طويته فنكب ثانية ولازم بيته إلى آخر حياته ، فمات مهملا كئيبا. وله شعر كثير غير مجموع ولا مهذب ، وفيه الغث والسمين. قال في مطلع قصيدة يمدح
__________________
(١) صواب الشطر : على كبدي من خشية أن تصدّعا. والبيت للصمة القشيري.