ولد سنة ١٢١٦ ، وتلقى العلوم العربية والفقهية على الشيخ محمد الهبراوي والشيخ أحمد الحجار والشيخ أحمد الترمانيني وغيرهم ، وتلقى علم القراءات السبع على شيخ القراء في وقته الشيخ محمد المشاطي وبرع فيه ، وتلقاه عنه الشيخ أحمد الزويتيني والشيخ عبد القادر المشاطي والشيخ شريف الأعرج القاري الشهير والشيخ محمد الرزاز وغيرهم.
وذهب إلى مصر وجاور في الأزهر مدة ثم عاد.
رأيت له ثبتا حافلا محررا بخط أحمد بن إسماعيل الدمياطي أجازه فيه بما حواه من إسنادات ومرويات الشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ محمد فتح الله الخلوتي المالكي والشيخ أحمد بن محمد الدمياطي ، والكل سنة ١٢٥١. قال الأخير في إجازته له :
وممن سلك هذه المسالك ، وذاق هذه المدارك ، الفاضل الكامل ، العالم العامل ، اللوذعي الأديب ، الفهامة الحبيب ، السيد مصطفى ابن السيد هاشم الشامي الحلبي الحنفي ، فانتظم في سلك الأفاضل الأزهريين ، وتحلى من درر تقاريرهم بكل عقد ثمين ، فشمر عن ساق الاجتهاد ، في اغتنام ذلك المراد ، حتى رجع من تلك العلوم بأوفر حظ ، ورمق بعين الإجلال ورمي باللحظ. وحين أراد الفاضل المذكور الرجوع إلى أوطانه ، بعد تحقيق نظره وإمعانه ، استجازني بعد أن لازمني في كتب عديدة ، وفنون شريفة مفيدة ، فسارعت لسؤاله ، وبادرت لتحقيق آماله. إلخ.
وكان يقرأ دروسه في مدفن الجلبي التحتاني وفي الأحمدية ، وكان ملازما للصيام والعبادة لا يفطر إلا في أيام الأعياد. وكان حسن الخط ، رأيت بخطه جزءا من سورة البقرة تسر رؤيته الناظرين. أخذ عنه الخط كثيرون ، منهم الخطاط الشهير الشيخ محمد العريف الأشرفي والخطاط الشيخ محمد الدهنة والخطاط الشيخ مصطفى الحريري. وكان حنفي المذهب.
وأخبرني ولده الحاج وحيد أن عائلتهم تنسب إلى الشيخ جمال الدين ابن نفيس المدفون في جامع المستدامية ، وأنهم إلى الآن يتناولون من وقفه.
وله شعر حسن لكنه لم يدون ، ومن نظمه قصيدة يمدح بها الحضرة النبوية وهي ومن خطه نقلت :
مني عيني أراك ولو مناما |
|
وللأقدام ألتثم التثاما |