الله وانتقل بأهله إليها (وهنا ساق الشيخ أبو الهدى حكاية العلمين بين المترجم وبين بعض مشايخ السعدية في حلب وهي حكاية لا صحة لها ولا ريب أنها من الخرافيات التي يتناقلها الجهلة ويتحدثون بها في مجالسهم ، ثم قال) : وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف ، ودفن عند أبيه بالمدفن المبارك المعروف بمدفن الشيخ العرابي (١).
وأعقب السيد محمدا وقد خلفه في مشيخة الشيوخ ، ولما مات دفن في مدفن العرابي أيضا ، وأعقب السيد خير الله الثاني فخلفه في المشيخة إلى أن مات وخلف ولدين : السيد علي والسيد محمد ، فالسيد محمد لا عقب له من الذكور ، والسيد علي هو المترجم. ا ه.
(تنبيه) الشيخ محمد أبو الهدى الصيادي مع اعترافنا بفضله ووفور ذكائه ليس بثقة ، فلا يعتمد على التراجم والأنساب التي ذكرها في مؤلفاته إذا انفرد فيها ، فإن فيها أكاذيب كثيرة وأمورا واهية ، ولعمري إنه لو كان في زمن تدوين الحديث النبوي لعد في مقدمة الوضاعين.
منها قوله هنا إن السيد أبا بكر جد المترجم نزل قرية متكين ، فهذا لا أصل له ، فإن أصل هذه العائلة من كفر طاب ، ثم انتقلوا منها إلى جهة العمق لقحط أصابهم ، ثم انتقلوا منها إلى قرية بلليرمون من أعمال حلب ، وبها ولد المترجم.
ومنها قوله إن السيد أبا بكر لما نزل السيد حسين الخزامي الصيادي انتسب إليه وزوجه ابنته ، فهذا لا أصل له أيضا ، وقصد الشيخ أبو الهدى بذلك أن يجعل بين أجداده وبين هذه العائلة نسبة ولا أثر لذلك.
ومنها قوله في حق المترجم : (إنه ممن اشتهر أمره وعلا شأنه وتواترت بالديار الحلبية كراماته وإن كان له أحوال قدسية وكلمات شريفة ، وإنه انقادت له قلوب العامة والخاصة وروى له الجم الغفير الكرامات الكثيرة) فكل ذلك محض افتراء لا أصل له كما تحققته من العارفين الثقات من أهل تلك المحلات. نعم كان رجلا صالحا نبيها شهما ذا مروءة وفتوة ،
__________________
(١) قبل ذلك بقليل ذكر أن والده دفن في بيروت من أرض الشام ، وهنا قال إنه دفن بمدفن العرابي ، وهذا المدفن في حلب ، وهذا من جملة تناقضات الشيخ أبي الهدى.