مؤلفاته :
له رحمهالله عدة مؤلفات ، غير أنه كان لا يعبأ بما يؤلفه. من ذلك كتاب في اللغة ضمنه جميع ما في «مختار الصحاح» من الكلمات اللغوية وجعله على أسلوب حكاية سائح يذكر في حكايته الكلمة ويعطف عليها مرادفها تفسيرا لها.
ومن ذلك كتاب في الفقه الحنفي لخص فيه ما جاء في كتاب «الدر المختار» وحواشيه من الأحكام والمسائل المفتى بها ، وهو في مجلد ضخم لكنه لم يكمل.
ومنها عدة مجاميع في حادثات الفتوى لو جمعت لبلغت مجلدا كبيرا.
غير أن هذه الكتب قد بقيت في مسوداتها ، ثم على تمادي الأيام تناثرت أوراقها ولعبت بها أيدي الضياع ولم يبق لها من أثر.
أما مؤلفاته التي طبعت فهي «رسالة في التجويد» و «ترجمة ترجيع بند» و «نظم الشمسية» في علم المنطق ، وهو نظم رائق متين لا يظهر فيه أثر للتكلف كما يظهر ذلك في منظومات المتون العلمية. وله من المؤلفات التي لم تطبع تفسير صغير مختصر مفيد يمكن طبعه على حاشية المصحف ، وقد بقي في مسوداته.
هذه خلاصة ترجمة أخيه له ، وهو حريّ بما قاله فيه ، فقد كان رحمهالله آية من آيات الله في حفظ اللغة ومعرفة معاني غريبها وحفظ شواهدها ، وربما استشهد للكلمة الواحدة بالبيتين والثلاثة والأربعة من كلام العرب فكان يأخذنا لذلك منتهى العجب ، وكاد يأتي على حفظ لزوم ما لا يلزم وسقط الزند وديوان المتنبي وغير ذلك مع فهم معاني ذلك حق الفهم ، وكنا نرى أنه أجدر الناس بوضع شرح للزوميات أبي العلاء يوضح به ما هو مغلق فيه ، وهذا ما كنا نتمناه من شيخنا ، لكنه لم يتوفق لذلك. وله مع ذلك اليد الطولى في غير ذلك من العلوم مثل المعاني والبيان والمنطق والتفسير والحديث. وقرأت عليه قسما كبيرا من صحيح البخاري إلى كتاب الحج حينما قرأه في الجامع الأموي وفي المدرسة العثمانية.
نعم كنا كغيرنا لا نود له قبوله النيابة عن أهالي حلب وذهابه إلى الآستانة مبعوثا عنها ، وكنا نرى جميعا أن الأجدر به عدم قبوله لأمثال ذلك ، فإن السفر لذلك عدة سنين أضاع به وقتا ثمينا لو صرفه في نشر العلم منه لأفاد كثيرا.