فحمله على شيء لو كان عليه الاول لم ينقض المعنى ، ومثله قول كعب بن زهير : [طويل]
(١) فلم يجدا إلا مناخ مطيّة |
|
تجافى بها زور نبيل وكلكل |
ومفحصها عنها الحصى بجرانها |
|
ومثنى نواج لم يخنهنّ مفصل |
وسمر ظماء واترتهنّ بعد ما |
|
مضت هجعة من آخر الليل ذبّل |
كأنه قال وثم سمر ظماء ، وقال : [كامل]
(٢) بادت وغيّرّ آيهنّ مع البلى |
|
إلّا رواكد جمرهنّ هباء |
ومشجّج أمّا سواه قذاله |
|
فبدا وغيّر ساره المعزاء |
__________________
ـ ضربة رغب ، وأما نصب المصاع فعلى المصدر والعامل فيه فعله الذي جعل بدلا من اللفظ به وهو يماصع والمصاع القتال والنجاد جمع نجد ، وهو الطريق في الجبل والنجد أيضا ما ارتفع من الارض ، ونصب النجاد بيهدي على اسقاط حرف الجر والتقدير يهدي الخميس الى النجاد وفي النجاد ، والرغب الواسعة وهو مصدر وصف به.
(١٤٢) الشاهد في الابيات رفع السمر الظماء حملا على المعنى لانه لما قال فلم يجدا الا مناخ مطية ومفحصها عنها الحصى علم أن بالمنزل الذي وصف هذه الاشياء فكأنه قال فيه كذا وكذا وسمر ظماء* وصف منزلا رحل عنه فطرقه ذئبان يعتسانه فلم يجدا به الا موضع اناخة مطيته وموضع فحصها الحصى عند البروك بجرانها وهو باطن عنقها ومواضع قوائمها وهي المثنى لانها تقع بالارض مثنية والنواجي السريعة يعني قوائمها ، ووصفها بتجافي الزور لنتوئه وضمرها فاذا بركت تجافي بطنها عن الارض ، والزور ما بين ذراعيها من صدرها ، والنبيل المشرف الواسع ، والكلكل الصدور أراد بالسمر الظماء بعرها ، ووصفها بهذا لعدمها المرعى الرطب وقلة ورودها للماء لأنها في فلاة ، ومعنى واترتهن تابعت بينهن عند انبعاثها وذلك من فعلها معروف ، والهجعة النومة في الليل خاصة وأراد بها نومة المسافر في آخر الليل ، والذبل من وصف السمر الظماء ورفعها الذي اضطره الى القطع والحمل على المعنى وكان الوجه النصب لو أمكنه.
(١٤٣) الشاهد فيهما حمل مشجج على المعنى لأنه لما قال إلا رواكد فاستثناهن من آي الديار علم أنها مقيمة بها ثابتة فكأنه قال بها رواكد ومشجج ، وأراد بالرواكد الاثافي وركودها ثبوتها وسكونها ، ووصف الجمر بالهباء لقدمه وانسحاقه والهباء الغبار وما يبدو عن شعاع ـ