وقالت درنا بنت عبعبة من بني قيس بن ثعلبة : [طويل]
(١) هما أخوا في الحرب من لا أخاله |
|
اذا خاف يوما نبوة فدعاهما |
وقال الفرزدق : [منسرح]
(٢) يا من رأى عارضا أسرّ به |
|
بين ذراعى وجبهة الأسد |
وأما قوله عزوجل (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) فانما جاء لأنه ليس لما معنى سوى ما كان قبل أن تجيء به إلا التوكيد فمن ثمّ جاز ذلك اذ لم ترد به أكثر من هذا وكانا حرفين أحدهما في الآخر عامل ، ولو كان اسما أو ظرفا أو فعلا لم يجز ، وأما قوله : «أدخل فوه الحجر» فهذا جرى على سعة الكلام والجيّد ادخل فاه الحجر كما قال أدخلت في رأسي القلنسوة والجيّد أدخلت في القلنسوة رأسي ، وليس مثل الليلة واليوم لأنهما ظرفان فهو مخالف له في هذا موافق له في السعة ، قال الشاعر : [طويل]
(٣) ترى الثور فيها مدخل الظّلّ رأسه |
|
وسائره باد الى الشمس أجمع |
فوجه الكلام فيه هذا كراهية الانفصال ، واذا لم يكن في الجرّ فحدّ الكلام أن يكون الناصب مبدوءا به.
__________________
(١٥١) الشاهد فيه اضافة الاخوين الى من مع الفصل بالمجرور وهو كالذي قبله* رثت أخويها فتقول كانا لمن لا أخاله في الحرب ولا ناصرا أخوين ينصرانه اذا غشيه العدو فخاف أن ينبو عن مقاومته وأصل النبوة أن يضرب بالسيف فينبو عن الضربة ولا يمضي فيها.
(١٥٢) الشاهد فيه اضافة الذراعين الى الاسد مع الفصل بالجبهة والقول فيه كالقول في بيت الاعشى قبله وعلته كعلته* وصف عارض سحاب اعترض بين نوء الذراع ونوء الجبهة وهما من انواء الاسد وانواؤه أحمد الانواء وذكر الذراعين والنوء الذراع المقبوضة منهما لاشتراكهما في أعضاء الاسد والتسمية ونظير هذا قوله عزوجل (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) يريد من البحرين الملح والعذب وانما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح منهما.
(١٥٣) الشاهد فيه اضافة مدخل الى الظل ونصب الرأس به على الاتساع والقلب وكان الوجه أن يقول مدخل رأسه الظل لان الرأس هو الداخل في الظل والظل المدخل فيه ولذلك سماه سيبويه الناصب في تفسير البيت فقال الوجه أن يكون الناصب مبدوء به* وصف هاجرة قد ألجأت الثيران الى كنسها فترى الثور مدخلا لرأسه في ظل كناسه لما يجد من شدة الحر وسائره بارز للشمس.