(١) كما خطّ الكتاب بكفّ يوما |
|
يهوديّ يقارب أو يزيل |
وهذا لا يكون فيه إلّا هذا لأنه ليس في معنى فعل ولا اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل ، وممّا جاء مفصولا بينه وبين المجرور قول الاعشى : [كامل]
(٢) ولا نقاتل بالعصيّ |
|
ولا نرامى بالحجارة |
إلّا علالة أو بدا |
|
هة قارح نهد الجزارة |
وقال ذو الرمّة : [بسيط]
(٣) كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا |
|
أواخر الميس أصوات الفراريج |
فهذا قبيح ويجوز في الشعر على هذا مررت بخير وأفضل من ثمّ
__________________
(١٤٨) الشاهد فيه اضافة الكف الى اليهودي مع الفصل بالظرف والقول فيه كالقول في الذي قبله ، وعلته كعلته* وصف رسوم الدار فشبهها بالكتاب في دقتها والاستدلال بها ، وخص اليهود لأنه أهل كتاب ، وجعل كتابته بعضها متقارب وبعضها مفترق متباين لاقتضاء آثار الديار تلك الصفة والحال ، ومعنى يزيل يفرق ما بينهما ويباعد يقال زال الشيء يزيل وأزلته وزلته اذا ميزت بعضه من بعض وفرقته وزيلته فتزيل.
(١٤٩) الشاهد فيه اضافة العلالة الى القارح مع الفصل بالبداهة ضرورة وسوغ ذلك انهما يقتضيان الاضافة الى لقارح اقتضاء واحدا فأنزلتا منزلة اسم واحد مضاف الى القارح كما قالوا يا تيم تيم عدي وقد مر تفسيره ، وتقدير هذا قبل الفصل إلا علالة قارح أو بداهته فلما اضطر الى الاختصار والتقديم حذف الضمير وقدم البداهة وضمها الى العلالة فأثبت القارح وأضيفت به فاتصلت اليه ، وقد كانت العلالة مضافة الى القارح قبل تقديم البداهة فبقيت على اضافتها وهذا تقدير سيبويه وقد خولف فيه والصحيح اعماله* وصف انه وقومه أصحاب حرب يقاتلون على الخيل لا أصحاب ابل يرعونها فيقاتل بعضهم بالعصي والحجارة ، والعلالة آخر جريها والبداهة أوله ، والنهد الغليظ والجزارة القوائم والرأس ويستحب غلظهما مع قلة لحمهما ، وانما سميت جزارة لأنها كانت من الجزور اجرة الجازر فبقي عليها الاسم.
(١٥٠) الشاهد فيه اضافة الاصوات الى أواخر الميس مع فصله بالمجرور ضرورة والتقدير كأن أصوات أواخر الميس من شدة سير الابل بنا واضطراب رحالها عليها أصوات الفراريج والميس شجر يعمل منه الرحال ويقال هو النشم والايغال شدة السير.