بدابّة ولو حمارا ، وان شئت قلت ألا طعام ولو تمر ، كأنك قلت ولو يكون عندنا تمر ولو سقط الينا تمر واحسن ما تضمر فيه أحسنه في الاظهار ، ولو قلت ولو حمار فجررت كان بمنزلته فى إن ، ومثله قول بعضهم : اذا قلت جئتك بدرهم فهلّا دينار ، وهو بمنزلة إن في هذا الموضع تبنى عليها الأفعال والرفع قبيح في فهلّا دينار وفي ولو حمار لأنك لو لم تحمله على اضمار يكون ففعل المخاطب أولى به والرفع في هذا وفي ولو حمار بعيد كأنه يقول ولو يكون مما يأتيني به حمار ولو بمنزلة إن لا يكون بعدها إلّا الأفعال ، فان سقط بعدها اسم ففيه فعل مضمر في هذا الموضع تبنى عليه الأسماء فاذا قلت ألا ماء ولو باردا لم يحسن الّا النصب لأنّ باردا صفة ، ولو قلت ائتني ببارد ، كان قبيحا ، ولو قلت ائتني بتمر كان حسنا ، ألا ترى كيف قبح أن تضع الصفة موضع الاسم ، ومن ذلك قول العرب ادفع الشّر ولو إصبعا كأنه قال ولو دفعته اصبعا ولو كان اصبعا ، ولا يحسن أن تحمله على ما يرفع لأنك ان لم تحمله على اضمار يكون ، ففعل المخاطب المذكور أولى وأقرب فالرفع في هذا وفي ائتني بدابّة ولو حمار بعيد كأنه يقول ولو يكون مما تأتيني به حمار ولو يكون مما تدفع به اصبع ، ومما ينتصب على اضمار الفعل المستعمل اظهاره أن ترى الرجل قد قدم من سفر فتقول خير مقدم ، أو يقول الرجل رأيت فيما يرى النائم كذا وكذا فتقول خيرا لنا وشرّا لعدوّنا وخيرا وما شرّ ، وان شئت قلت خير مقدم وخير لنا وشر لعدوّنا ، أما النصب فكأنه بناه على قوله قدمت فقال قدمت خير مقدم وإن لم يسمع منه هذا اللفظ فانّ قدومه ورؤيته إيّاه بمنزلة قوله قدمت ، وكذلك إن قيل قدم فلان ، وكذلك إذا قال رأيت فيما يرى النائم كذا وكذا فتقول خيرا لنا وشرّا لعدوّنا فاذا نصب فعلى الفعل ، وأمّا الرفع فعلى أنه جعل ذلك أمرا ثابتا ولم يرد أن يحمله على الفعل وجعله مبتدءا أو مبنيّا على مبتدإ فكأنّه قال هذا خير مقدم وهذا خير لنا وشر لعدوّنا وهو خير وما شرّ ، ومن ثمّ قالوا مصاحب معان ومبرور مأجور ، كأنه قال أنت مصاحب وأنت مبرور فاذا رفعت هذه الأشياء فالذي في نفسك ما أظهرت واذا نصبت فالذي في نفسك غير ما أظهرت وهو الفعل والذي أظهرته الاسم ، وأما قولهم راشدا مهديّا فانهم أضمروا اذهب راشدا مهديّا ، وان