وانما يريد وإما من خريف ، ومن أجاز ذلك في الكلام دخل عليه أن يقول مررت برجل إن صالح وان طالح يريد إمّا ، وإن أراد ان الجزاء فهو جائز لأنه يضمر فيها الفعل الذي يصل بحرف وأمّا إمّا فيجري ما بعدها هيهنا على الابتداء ، وعلى الكلام الأوّل ألا ترى أنك تقول قد كان ذلك امّا صلاحا وإمّا فسادا كأنّك قلت قد كان ذلك صلاحا أو فسادا ، ولو قلت قد كان ذلك ان صلاحا وان فسادا كان النصب على كان اخرى ، ويجوز الرفع على ما ذكرنا ، ومما ينتصب على اضمار الفعل المستعمل اظهاره قولك هلا خيرا من ذلك وألّا خيرا من ذلك أو غير ذلك كأنك قلت ألّا تفعل خيرا من ذلك أو ألّا تفعل غير ذلك وهلّا تأتي خيرا من ذلك ، وربما عرضت هذا على نفسك فكنت فيه كالمخاطب كقولك هلّا أفعل وألّا أفعل وان شئت رفعته فقد سمعنا رفع بعضه من العرب وممّن سمعه من العرب ، فجاز إضمار ما يرفع كما جاز إضمار ما ينصب ومن ذلك قولك أو فرقا خيرا من حب أي أو أفرقك فرقا خيرا من حب ، وانما حمله على الفعل لأنه سئل عن فعله فأجابه على الفعل الذي هو عليه ولو رفع جاز كأنه قال أو إمري فرق خير من حبّ ، وانما انتصب هذا النحو على أنه يكون الرجل في فعل فتريد أن تنقله أو ينتقل هو الى فعل آخر ، فمن ثمّ نصب أو فرقا لأنه أجاب على أفرق وترك الحب.
وممّا ينتصب على اضمار الفعل المستعمل إظهاره قولك ألا طعام ولو تمرا وأتني
__________________
ـ له خاصة* وصف وعلا يألف قصبة مخصبة في جبل حصين لا يوصل اليه والامطار ملازمة له ، ولا تعييه فلا يحتاج الى أن يسهل فيصاد وهو مع ذلك لا ينجو من الحتف ، وقبل هذا البيت :
اذا شاء طالع مشجورة |
|
ترى حولها النبع والساسما |
والمشجورة الروضة المملوءة عشبا والنبع والساسم من شجر الجبال والصيف مطر الصيف وأراد بالخريف مطر الخريف ، وبعد هذا البيت :
فلو كان من حتفه ناجيا |
|
لكان هو الصدع الأعظما |