(١) أتوعدني بقومك يا ابن جحل |
|
أشابات يخالون العبادا |
بما جمّعت من حضن وعمرو |
|
وما حضن وعمرو والجيادا |
وزعموا ان الراعي ، كان ينشد هذا البيت نصبا : [كامل]
(٢) أزمان قومى والجماعة كالذي |
|
منع الرّحالة أن تميل مميلا |
كأنه قاك أزمان كان قومى والجماعة فحملوه على كان ، لأنها تقع في هذا الموضع كثيرا ولا تنقض ما أرادوا من المعنى حين يحملون الكلام على ما يرفع فكأنه اذا قال أزمان قومى كان معناه أزمان كان قومى ، وأما أنت وشأنك وكلّ امرىء وضيعته ، وأنت أعلم وربّك وأشباه ذلك فكلّه رفع لا يجوز فيه النصب لأنك إنما تريد أن تخبر بالحال التي فيها المحدّث عنه في حال حديثك فقلت أنت الآن كذلك ولم ترد أن تجعل ذلك فيما مضى ولا فيما يستقبل وليس موضعا يستعمل فيه الفعل ، وأما الاستفهام فانهم أجازوا فيه النصب لأنهم يستعملون الفعل في ذلك الموضع كثيرا يقولون ما كنت وكيف تكون اذا أرادوا معنى مع ، ومن ثم قالوا أزمان قومى والجماعة لأنه موضع يدخل فيه الفعل كثيرا يقولون أزمان كان وحين كان ، وهذا شبيه بقول صرمة الانصاري : [طويل]
__________________
(٢٤٦) الشاهد فيه نصب الجياد حملا على معني الفعل والتقدير وما حضن وعمرو وملابستهما الجياد أي ليسا منها في شىء ، وتقديره كتقدير البيت الذي قبله ، وعلته كعلته والاشابات الاخلاط ، ومعني يخالون يظنون ، وأراد بالعباد هنا العبيد ونصب أشابات على الذم ، ويجوز أن يكون بدلا من القوم وحضن وعمرو قبيلتان.
(٢٤٧) الشاهد فيه نصب الجماعة على ما تقدم على اضمار الفعل فكأنه قال أزمان كان قومي مع الجماعة على ما بينه سيبويه* وصف ما كان من استواء الزمان واستقامة الامور قبل قتل عثمان رضى الله عنه وشمول الفتنة وأراد التزام قومه الجماعة وتركهم الخروج على السلطان* والمعنى أزمان قومي والتزامهم الجماعة وتمسكهم بها كالذي تمسك بالرحالة ومنعها ان تميل فتسقط والرحالة الرحل وهي أيضا السرج ضربها مثلا.