حملوه على الفعل فقالوا ما شأنك وزيدا ، أي ما شأنك وتناولك زيدا ، قال المسكين الدارميّ : [وافر]
(١) فما لك والتلدّد حول نجد |
|
وقد غصّت تهامة بالرّجال |
وقال : [طويل]
(٢) وما لكم والفرط لا تقربونه |
|
وقد خلته أدنى مردّ لعاقل |
ويدلّك أيضا على قبحه إذا حمل على الشأن أنّك لو قلت ما شأنك وما عبد الله لم يكن كحسن ما جرم وما ذاك السّويق لأنك توهم أن الشأن هو الذي يلتبس بزيد ، وإنما يلتبس شأن الرجل بشأن زيد ومن أراد ذلك فهو ملغز تارك لكلام الناس الذي يسبق الى أفئدتهم ، فاذا أظهر الاسم فقال ما شأن عبد الله وأخيه يشتمه فليس إلّا الجرّ لأنه قد حسن أن يحمل الكلام على عبد الله لأنّ المظهر المجرور يحمل عليه المجرور ، وسمعنا بعض العرب يقول ما شأن عبد الله والعرب يسبّها ، وسمعنا أيضا من العرب من يوثق بعربيته يقول ما شأن قيس والبرّ تسرقه ، لمّا أظهروا الاسم حسن عندهم أن يحملوا عليه الكلام الآخر ، فاذا أضمرت فكأنّك قلت ما شأنك وملابسة زيدا أو وملابستك زيدا ، فكان أن يكون زيد على فعل وتكون الملابسة على الشأن لأن شأنك معه ملابسة له أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر ، فان أظهرت الاسم في الجرّ عمل عمل كيف في الرفع ، ومن قال ما أنت وزيدا قال ما شأن عبد الله
__________________
(٢٥١) الشاهد فيه نصب التلدد باضمار الملابسة اذ لم يمكن عطفه على المضمر المجرور وقد كان النصب فيما يمكن فيه النصب من نحو قولك ما أنت وزيدا جائزا فقد صار هنا لازما* يقول مالك تقيم بنجد وتترد فيها مع جدبها وتترك تهامة مع لحاق الناس بها لخصبها ، والتلدد الذهاب والمجىء حيرة ، والتلدد أيضا التلبث وأصله من اللديدين وهما صفحتا العنق ومعنى غصت تملأت ، وأصل الغصص الاختناق بالطعام فضرب به مثلا.
(٢٥٢) الشاهد فيه نصب الفرط على ما تقدم والفرط هنا اسم جبل والعاقل الصاعد فيه يقول لم لا تقربون هذا الموضع مع حصانته ورده عمن عقل فيه وتحرز به.