(١) اذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله |
|
دواليك حتّى ليس للبرد لابس |
أي مداولتك ومداولة لك وإن شاء كان حالا ، ومثله أيضا : [رجز]
(٢) ضربا هذا ذيك وطعنا وخضا
ومعنى تثنية دواليك أنه فعل من اثنين لأني اذا داولت فمن كلّ واحد منّا فعل ، وكذلك هذا ذيك كأنّه يقول هذّا بعد هذّ من كلّ وجه ، وإن شاء حمله على أنّ الفعل وقع هذّا بعد هذّ فنصبه على الحال ، وزعم يونس أنّ لبّيك اسم واحد ولكنه جاء على هذا اللفظ في الاضافة كقولك عليك ، وزعم الخليل أنها تثنية بمنزلة حواليك لأنّا سمعناهم يقولون حنان وبعض العرب يقول لبّ فيجريه مجرى أمس وغاق ولكنّ موضعه نصب وحواليك بمنزلة حنانيك ولست تحتاج في هذا الباب الى أن تفرد لأنك اذا أظهرت الاسم تبيّن أنه ليس بمنزلة عليك وإليك ، لأنك لا تقول لبّى زيد وسعدى زيد ، وقد قالوا حوالك فأفردوا ، كما قالوا حنان.
قال [رجز]
(٣) أهدموا بيتك لا أبا لكا |
|
وحسبوا أنّك لا أخا لكا |
وأنا أمشي الدّ ألي حوالكا |
__________________
(٢٨٣) الشاهد فيه قوله دواليك ونصبه على المصدر الموضوع موضع الحال وثني لأن المداولة من اثنين والمعنى اعتورنا هذا الفعل متداولين له والكاف للخطاب ولا حظ لها في معنى الاضافة ، فلذلك لم يتعرف ما قبلها بها ووقع حالا ، وكان الرجل اذا أراد تأكيد المودة بينه وبين من يحب ، واستدامة مواصلته شق كل واحد منهما برد صاحبه يرى أن ذلك أبقي للمودة.
(٢٨٤) الشاهد فيه قوله هذا ذيك والقول فيه كالقول في الذي قبله أعني دواليك ، والمعنى ضربا يهذ هذا بعد هذ على التكثير وهو صفة للضرب أو بدل منه ، ويجوز أن يكون حالا من نكرة والهذ السرعة في القطع وغيره ، والوخض الطعن الجائف أي يضرب الاعناق ، ويطعن في الاجواف.
(٢٨٥) الشاهد فيه قوله حوالكا وافراده والمستعمل فيه التثنية يقال حولك وحواليك وحوالك قليل كما أن حوليك قليل ، وإنما ذكر سيبويه هذا محتجا لحواليك ولبيك ونحوه مما يثني ـ