وقال الحرث بن هشام المخزومي : [كامل]
(١) فصفحت عنهم والأحبّة فيهم |
|
طمعا لهم بعقاب يوم مفسد |
وقال الراجز (وهو العجّاج) :
(٢) يركب كلّ عاقر جمهور |
|
مخافة وزعل المحبور |
* والهول من تهوّل الهبور* |
وفعلت ذاك أجل كذا وكذا ، فهذا كلّه ينتصب لأنه مفعول له كأنه قيل له لم فعلت كذا وكذا فقال لكذا وكذا ولكنه لمّا طرح اللام عمل فيه ما قبله كما عمل في دأب بكار ما قبله حين طرح مثلا وكان حالا ، وحسن في هذا الألف واللام لأنه ليس بحال فيكون في موضع فاعل حالا ولا يشبّه بما مضى من المصادر في الأمر والنهي ونحوهما لأنه ليس في موضع ابتداء ولا موضعا يبنى على مبتدإ ، فمن ثم خالف باب رحمة الله عليه وسقيا لك وحمدا لك.
__________________
ـ وبعده في السماء وكل ما أشرف فالكبير يبدو فيه صغيرا وما اطمأن واتسع ظهر فيه الصغير كبيرا فلذلك جعله كالطائر ، ويحتمل أن يريد أنه كالطائر المحلق في الهواء ، والمقادة ، الطاعة والانقياد ، والحرائر جمع حرة على غير قياس ، وقيل واحدتها حريرة بمعنى حرة وهو غريب.
(٢٩٩) الشاهد فيه نصب طمع على المفعول له كما تقدم في الذي قبله* يقول هذا معتذرا من فراره يوم قتل أبو جهل أخوه ببدر وهو من أحسن الاعتذار فيما يأتيه الرجل من قبيح الفعل أي لم أفر جبنا ولم أصفح عنهم خورا وضعفا ولكن طمعا في أن أعد لهم وأعاقبهم بيوم أوقع بهم فيه فتفسد أحوالهم.
(٣٠٠) الشاهد فيه نصب مخافة وما بعده على المفعول له وعلته كعلة ما قبله* وصف ثورا وحشيا فيقول يركب لنشاطه وقوته كل عاقر من الرمل وهو الذي لا ينبت ، والجمهور المتراكب لخوفه من طائر أو سبع أو لزعله وسروره ، والزعل النشاط ، والمحبور المسرور والهول يهوله كهول القبور ، ويروى الهبور ، وهي الغيابات من الأرض المطمئنات واحدها هبر لانها مكمن للصائد فهو يخافها لذلك.