كان هذا على القلب ، كما يقول النحويون لفسد كلام كثير ولكان الوجه مررت برجل حسن الوجه جميله حسن الوجه ، ولقال مررت بعبد الله معه بازك الصائد به فتنصب ، فهذا لا يكون فيه الا الوصف لأنه لا يجوز أن تجعل المعرفة حالا يقع فيه شيء ، ولم تقل جميله لأنك لم ترد أن تقول انه حسن الوجه في هذه الحال ولا انه حسن وجهه جميلا أي في هذه الحال حسن وجهه فلم يرد هذا المعنى ولكنه أراد أن يقول هذا رجل جميل الوجه كما يقال هذا رجل حسن الوجه ، فهذا الغالب في كلام الناس وان أردت الوجه الآخر فنصبته فهو جائز لا بأس به وان كان ليس له قوة الوصف في هذا ، فهذا الذي الوصف فيه أحسن وأقوى ، ومثله في أنّ الوصف أحسن هذا رجل عاقل لبيب ، يجعل الآخر حالا وقع فيه الأول ولكنه أثنى عليه وجعلهما شرعا سواء وسوّى بينهما في الاجراء على الاسم والنصب فيه جائز على ما ذكرت لك ، وإنما ضعف لأنه لم يرد أن الأول وقع وهو في هذه الحال ولكنه أراد أنهما فيه ثابتان لم يكن واحد منهما قبل صاحبه ، كما تقول هذا رجل سائر راكبا دابة ، وقد يجوز في سعة الكلام ولا ينقض المعنى في أنهما شرع سواء فيه ، وسترى هذا النحو في كلامهم ، فأما القلب فباطل لو كان ذلك لكان الحدّ والوجه في قوله مررت بامرأة آخذة عبدها فضاربته النصب لأنّ القلب لا يصلح ولقلت مررت برجل عاقلة أمّه لبيبة لأنه لا يصلح أن تقدّم لبيبة فتضمر فيها الأمّ ثم تقول عاقلة أمّه ، وسمعناهم يقولون هذه شاة ذات حمل مثقلة به ، وقال الشاعر (وهو حسّان بن ثابت) : [طويل]
(١) ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم |
|
وفينا نبى عنده الوحي واضعه |
ومما يبطل القلب قوله زيد أخو عبد الله مجنون به اذا جعلت الأخ صفة والجنون من
__________________
(٣٥٨) الشاهد فيه جرى قوله واضعه على النبي صلىاللهعليهوسلم مع اعادة الضمير على الوحي وهو لا يحتمل القلب كما تقدم في الباب وقد رد عليه هذا التقدير وجعل الضمير عائدا على الذي قد صنعتم على تقدير وفينا نبي واضع ما قد صنعتم لا على الوحي كما قدره ـ