(١) يا ميّ لا يعجز الايّام ذوحيد |
|
في حومة الموت رزّام وفرّاس |
يحمي الصّريمة أحدان الرّجال له |
|
صيد ومجترىء بالليل همّاس |
وان شئت حملته على الابتداء كما قال : [طويل]
(٢) فتى الناس لا يخفى عليهم مكانه |
|
وضرغامة إن همّ بالحرب أوقعا |
وقال آخر :
(٣) اذا لقى الأعداء كان خلاتهم |
|
وكلب على الأدنين والجار نابح |
__________________
ـ العين أو خرق البرقع على العين ، وقوله شكل التجار أي هن مما يصلح للتجارة ويحل للكسب ، وقد قيل انه وصف ابلا والأول أشبه ، ويروى شكل النجار أي نشاكل نجارها وتشبهه ، والنجار الأصل واللون.
(٣٦٧) الشاهد فيه جرى الصفات على ما قبلها مع ما فيها من معنى التعظيم ولو نصب لجاز* وصف أسدا ، ووقع في انشاد البيت الأول غلط وهو قوله ذو حيد والصواب مبترك وهو الأسد البارك ، وأما ذو حيد فهو من وصف الوعل ووحيد نتوء في قرنه واحدتها حيدة ، وهو جمع غريب كضيعة وضيع وحيضة وحيض وتروى بفتح الحاء وهو مصدر الأحيد وحومة الموت مجتمعه ، والرزام الصراع يقال رزم به اذا صرعه والفراس الذي يدق الأعناق ومنه فريسة الأسد لأنه يدق عنقها ؛ وأراد بالصريمة موضعه الذي يكون فيه ، والصريمة رملة منقطعة عن معظم الرمل ، وأحدان جمع أحد وأحد في معنى واحد أي يصطاد الرجال واحدا بعد واحد ، والهماس من الهمس وهو صوت المشي الخفي وبذلك يوصف الأسد ، والمعنى أن الدهر لا ينجو منه شىء ، وتمام البيت الذي وقع فيه الغلط.
يا مى لا يعجز الأيام ذو حيد |
|
بمشمخر به الظيان والآس |
(٣٦٨) الشاهد فيه قوله وضرغامة وحمله على الابتداء والتقدير ، وهو ضرغامة ولو نصب لما فيه من معنى المدح لكان حسنا والضرغامة من أسماء الأسد شبه به الرجل في جرأته وإقدامه.
(٣٦٩) الشاهد فيه قوله وكلب ورفعه على القطع والابتداء ولو نصب على الذم لجاز* وصف رجلا بضعفه عن مقاومة أعدائه فيكون لهم كالخلاة اذا لقيهم ، والخلاة الرطبة من ـ