بقولك بك عبد الله مأخوذ لأن الذي يرفع وينصب ما يستغنى عليه السكوت ومالا يستغنى بمنزلة واحدة ، ألا ترى أن كان تعمل عمل ضرب ولو قلت كان عبد الله لم يكن كلاما ولو قلت ضرب عبد الله كان كلاما ، ومما جاء في الشعر أيضا مرفوعا قوله (ابن مقبل) : [بسيط]
(١) لا سافر النّيّ مدخول ولا هيج |
|
عارى العظام عليه الودع منظوم |
فجميع ما يكون ظرفا تلغيه ان شئت لأنه لا يكون آخرا إلا على ما يكون عليه أولا قبل الظرف ويكون موضع الخبر دون الاسم فجرى في أحد الوجهين مجرى مالا يستغني عليه السكوت كقولك فيك زيد راغب فرغبته فيه ، ومثل قولك فيها عبد الله قائما هو لك خالصا وهو لك خالص كأن قولك هو لك بمنزلة أهبه لك ثم قلت خالصا ومن قال فيها عبد الله قائم قال هو لك خالص فيصير خالص مبنيا على هو كما كان قائم مبنيا على عبد الله وفيها لغو إلا أنك ذكرت فيها التبيّن أين القيام وكذلك لك انما أردت أن تبيّن لمن الخالص ، وقد قرىء هذا الحرف على وجهين (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) بالرفع والنصب ، وبعض العرب يقول هو لك الجمّاء الغفير يرفع كما يرفع الخالص والنصب أكثر لأن الجمّاء الغفير بمنزلة المصدر فكأنه قال هو لك خلوصا فهذا تمثيل ولا يتكلم به ، ومما جاء في الشعر قد انتصب خبره وهو مقدّم قبل الظرف ، قوله : [كامل]
__________________
(٣٨٨) الشاهد في رفع منظوم خبرا عن الودع على الغاء المجرور والقول فيه كالقول في الذي قبله* وصف امرأة شبهها بغزال هذه صفته ، والسافر المنكشف الظاهر ، والتي الشحم ، والهيج المتورم ، والتهيج أن يضرب الكلب أو غيره بالعصا حتى يتورم جلده ، والودع الخرزير يد أنه مربب محلى وأدخل قوله مدخول وعاري العظام في النفي كما قال الله عزوجل لا ذلول تثير الارض أي ليست بذلول ولا مثيرة.