(١) إنّ الربيع الجود والخريفا |
|
يدا أبي العباس والصّيوفا |
ولكن المثقّلة في جميع الكلام بمنزلة إنّ ، واذا قلت إنّ زيدا فيها وعمرو ، جرى عمرو بعد فيها مجراه بعد الظريف لأن فيها في موضع الظريف ، وفي فيها إضمار ألا ترى أنك تقول إن قومك فيها أجمعون ، وإن قومك فيها كلّهم كما تقول إن قومك عرب أجمعون وفي فيها اسم مضمر مرفوع كالذي يكون في الفعل اذا قلت إن قومك ينطلقون أجمعون
وقال جرير : [كامل]
(٢) إن الخلافة والنّبوّة فيهم |
|
والمكرمات وسادة أطهار |
فاذا قلت إنّ زيدا فيها ، وإنّ زيدا يقول ذاك ثم قلت نفسه فالنصب أحسن ، وإن أردت حمله على المضمر فعلى هو نفسه ، واذا قلت إنّ زيدا منطلق لا عمرو ، فتفسيره كتفسيره مع الواو واذا نصبت فتفسيره كنصبه مع الواو وذلك قولك إن زيدا منطلق لا عمرا.
وأعلم أنّ لعلّ وكأنّ وليت ثلاثهن يجوز فيهن جميع ما جاز في إنّ ، إلا أنه لا يرفع بعدهن شيء على الابتداء ، ومن ثم اختار الناس ليت زيدا منطلق وعمرا
__________________
(٤١٩) الشاهد فيه حمل الصيوف على المنصوب بان ولو رفع حملا على موضعها أو على الابتداء واضمار الخبر لجاز* مدح أبا العباس السفاح فجعل يديه لكثرة معروفه كمطر الربيع والصيف ، والجود أغزر المطر والربيع هنا المطر نفسه ، وأراد بالخريف مطر الخريف وبالصيوف أمطار الصيف ، وذكر الربيع والخريف وهما في المعني واحد توكيدا ومبالغة ، وساغ له ذلك لاختلاف اللفظين كما قالوا النأي والبعد.
(٤٢٠) الشاهد فيه رفع المكرمات حملا على موضع ان وما عملت فيه لأنها بمنزلة الابتداء ، ويجوز أن تكون معطوفة على المضمر الفاعل في النية ، والتقدير استقرّا فيهم هما والمكرمات ، ويجوز أن تكون مبتدأة على معنى والمكرمات فيهم ولو نصبه حملا على المنصوب بان لجاز ، وقوله وسادة محمول على اضمار مبتدإ والمعني وهم سادة أطهار ويجوز أن يكون على تقدير وفيهم سادة أطهار ، والأطهار جمع طاهر كصاحب وأصحاب وشاهد وأشهاد وهو جمع غريب.