لا يعبأ به ، من قبل أنّ بشيء في موضع رفع في لغة بني تميم ، فلمّا قبح أن تحمله على الباء صار كأنه بدل من اسم مرفوع وبشييء في لغة أهل الحجاز في موضع منصوب ، ولكنك اذا قلت ما أنت بشيء إلّا شيء لا يعبأ به استوت اللغتان فصارت على أقيس الوجهين ، لأنك اذا قلت ما أنت بشيء إلّا شيء لا يعبأ به فكأنك قلت ما أنت إلا شيء لا يعبأ به وتقول لست بشيء إلّا شيئا لا يعبأ به كأنك قلت لست إلّا شيئا لا يعبأ به والباء هيهنا بمنزلتها فيما قال الشاعر : [كامل]
(١) يا ابنى لبينى لستما بيد |
|
إلّا يدا ليست لها عضد |
ومما أجري على الموضع لا على ما عمل في الاسم لا أحد فيها إلّا عبد الله ، فلا أحد في موضع اسم مبتدإ وهي هيهنا بمنزلة من أحد في ما أتاني ، ألا ترى أنك تقول ما أتاني من أحد لا عبد الله ولا زيد ، من قبل أنه خلف أن تحمل المعرفة على من ذا الموضع كما تقول لا أحد فيها لا زيد ولا عمرو ، لأن المعرفة لا تحمل على لا وذلك أنّ هذا الكلام جواب لقوله هل من أحد أو هل أتاك من أحد ، وتقول لا أحد رأيته إلّا زيد اذا بنيت رأيته على الأول ، كأنك قلت لا أحد مرئي وإن جعلت رأيته صفة فكذلك كأنك قلت لا أحد مرئيا ، وتقول ما فيها إلّا زيد وما علمت أن فيها إلّا زيدا ، فان قلبته فجعلته يلي أنّ وما في لغة أهل الحجاز قبح ولم يجز لأنهما ليسا بفعل فيحتمل قلبهما كما لم يجز فيهما التقديم والتأخير ولم يجز ما أنت إلّا ذاهبا ، ولكنه لمّا طال الكلام قوي واحتمل ذلك كأشياء تجوز في الكلام اذا طال وتزداد حسنا ، وسترى ذلك ان شاء الله ، ومنها ما قد مضى ، وتقول ان أحدا لا يقول ذاك وهو ضعيف خبيث لأن أحدا لا يستعمل في الواجب ، وانما نفيت بعد أن أوجبت ولكنه قد احتمل حيث كان معناه
__________________
(٥٤٢) الشاهد فيه نصب ما بعد الا على البدل من موضع الباء وما عملت فيه والتقدير لستما يدا إلا يدا لا عضد لها ولا يجوز الجر على البدل من المجرور لأن ما بعد إلا موجب والباء مؤكدة للنفى ، وتروي مخبولة العضد والخبل الفساد أي أنتما في الضعف وقلة النفع كيد بطل عضدها.