اذن أظنّك ، وأما الوجه الآخر فانه يكون السير قد كان وما أشبهه ويكون الدخول وما أشبهه الآن فمن ذلك لقد سرت حتّى أدخلها ما أمنع أي حتّى أني الآن أدخلها كيف شئت ، ومثل ذلك قول الرجل لقد رأى مني عاما اوّل شيئا حتى لا أستطيع أن أكلّمه العام بشيء ، ولقد مرض حتّى لا يرجونه ، والرفع هيهنا في الوجهين جميعا كالرفع في الاسم ، قال الفرزدق :
(١) فيا عجبا حتى كليب تسبّني |
|
كأنّ أباها نهشل أو مجاشع |
فحتّى هيهنا بمنزلة اذا ، وانما هي هيهنا كحرف من حروف الابتداء ، ومثل ذلك شربت حتى يجيء البعير يجرّ بطنه أي حتى إنّ البعير ليجيء يجرّ بطنه ، ويدلّك على حتّى أنها حرف من حروف الابتداء أنك تقول حتى إنّه يفعل ذاك ، كما تقول فاذا إنّه يفعل ذاك ، ومثل ذلك قول حسّان بن ثابت :
(٢) يغشون حتى ما تهرّ كلابهم |
|
لا يسألون عن السواد المقبل |
ومثل ذلك مرض حتى يمرّ به الطائر فيرحمه ، وسرت حتى يعلم الله أني كال ، والفعل هيهنا منقطع من الأول وهو في الوجه الأوّل الذي ارتفع فيه متّصل كاتّصاله به بالفاء كأنه قال سير فدخول ، كما قال علقمة بن عبدة : [طويل]
(٣) ترادى على دمن الحياض فان تعف |
|
فانّ المندّى رحلة فركوب |
__________________
(٦٠٥) الشاهد فيه دخول حتى على جملة الابتداء فدل هذا على أن الفعل يجوز أن يقطع بعدها فيرفع* هجا كليب بن يربوع رهط جرير وجعلهم من الضعة بحيث لا يسابون مثله لشرفه ونهشل ومجاشع رهط الفرزدق وهما ابنا دارم.
(٦٠٦) الشاهد فيه الغاء حتى كما تقدم* مدح آل جفنة ملوك غسان فجعل كلامهم لا تهر من غشيهم لاعتيادها الأضياف والسواد هنا الشخص أي اذا رفع لهم شخص علموا أنه طالب معروف ولم يسألوا عنه.
(٦٠٧) الشاهد فيه قوله فركوب ، واتصال هذا بهذا كاتصال الدخول بالسير في قولهم سرت حتى أدخل أي كان منى سير فدخول* وصف ناقة تترادى على بقايا الماء في ـ