نكرة ولا تعني به أنك أوقعت فعلا سلف منك إلى أحد ولا يحسن أن تفصل بينهما فتقول هو كريم فيها حسب الاب ، ومما اجرى مجرى الفعل من المصادر قول الشاعر : [طويل]
(١) يمرّون بالدّهنا خفافا عيابهم |
|
ويرجعن من دارين بجر الحقائب |
على حين ألهى الناس جلّ أمورهم |
|
فندلا زريق المال بذل الثّعالب |
كأنه قال اندل ، وقال المرّار الأسدي : [كامل]
(٢) أعلاقة أمّ الولّيد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثّغام المخلس |
__________________
(٩٤) الشاهد في نصب المال بقوله ندلا لأنه بدل من قولك اندل كما تقول ضربا زيدا بمعنى اضرب زيدا ولك في نصب ندلا تقديران ، ان شئت جعلت الفعل المضمر هو العامل فيه وندلا دال عليه مؤكد له وان شئت جعلت نصبه بفعل آخر كأنه قال أوقع ندلا ونحوه من التقدير فيكون العامل فيه غير فعله* وصف تجارا وقيل لصوصا فيقول يمرون بالدهنا وهي رملة من بلاد تميم خفافا عيابهم لا شىء فيها ثم قال ويخرجن من دارين فأخبر عن رواحلهم فلذلك أنث ودارين اسم سوق ينسب اليه المسك فيقال مسك داري والبجر الممتلئة وأصل البجرة نتوء السرة ، والحقائب جمع حقيبة وهي ما يحتقبه الراكب خلفه من سفرة وعيبة ونحو ذلك ثم قال* على حين ألهي الناس جل أمورهم* فدل هذا على أنهم لصوص يفترصون الناس عند ما يعنيهم من أمورهم فيلهون به عن حفظ أموالهم وان كانوا تجارا فيقول هم مواظبون على التجارة والكسب وان كان الناس في شغل عن ذلك لما هم فيه من اختلاف أهوائهم وتشعب أمورهم ، وزريق اسم قبيلة وهو منادى ، والندل هنا الاخذ باليدين ومنه اشتقاق المنديل ، والندل أيضا السرعة في السير ويقال في المثل هو أكسب من ثعلب لأنه يدخر لنفسه ويأتي على ما يعدو عليه من الحيوان اذا أمكنه والدهنا تمد وتقصر.
(٩٥) الشاهد في نصب الام بقوله علاقة لانها بدل من لفظ تعلق فعملت عمله* وصف كبره وان الشيب قد شمله فلا يليق به الصبا واللهو ، وأفنان الرأس خصل شعره ، وأصل الفنن الغصن ، والثغام شجر اذا يبس ابيض ويقال هو نبت له نور أبيض فشبه بياض الشيب في سواد الشعر ببياض النور في خضرة النبت ، والمخلس ما اختلط فيه البياض بالسواد يقال أخلس الشعر والنبت اذا كان فيه لونان ، والعلاقة والعلق أن يعلق الحب بالقلب ومنه نظرة ـ