(١) حتى شآها كليل موهنا عمل |
|
باتت طرابا وبات الليل لم ينم |
وقال الكميت : [بسيط]
(٢) شمّ مهاوين أبدان الجزور مخا |
|
ميص العشيّات لا خور ولا قزم |
ومنه قدير وعليم ورحيم لأنه يريد المبالغة في الفعل وليس هذا بمنزلة قولك حسن وجه الاخ لأن هذا لا يقلب ولا يضمر وانما حدّه أن يتكلّم به في الالف واللام أو
__________________
(٩٢) الشاهد في نصب الموهن بكليل لأنه بمعنى مكل مغير منه لمعنى التكثير ، وقد ردّ هذا التأويل على سيبويه لما قدمنا من أن فعيلا وفعلا بناآن لما لا يتعدى في الاصل وجعل الراد نصب موهن على الظرف ، والمعنى عنده أن البرق ضعيف الهبوب كليل في نفسه وهذا الرد غير صحيح اذ لو كان كليلا لم يقل عمل وهو الكثير العمل ولا وصفه بقوله وبات الليل لم ينم ، والمعنى على مذهب سيبويه انه وصف حمارا وأتنا نظرت الى برق مستطير دال على الغيث بكل الموهن بروقه وتوالى لمعانه كما يقال أتبعت ليلك أي سرت فيه سيرا حثيثا متعبا متواليا والموهن وقت من الليل فشآها ذلك البرق أى ساقها وأزعجها من موضعها الى الموضع الذي كان منه البرق فباتت طرية اليه منتقلة نحوه وفعيل في معنى مفعل موجود كثيرا يقال بصير في معنى مبصر وعذاب أليم بمعني مؤلم وداع سميع بمعنى مسمع كما قال عمرو ابن معد يكرب* أمن ريحانة الداعي السميع* أي المسمع وكذلك كليل في معنى مكل واذا كان بمعناه عمل عمله لأنه مغير منه للتكثير كما تقدم.
(٩٣) الشاهد في نصب ابدان الجزور بقوله مهاوين لأنه جمع مهوان ، ومهوان تكثير مهين كما كان منحار ومضراب تكثير ناحر وضارب فعمل الجمع عمل واحده كما تقدم* وصف قوما بالعزة والكرم فيقول هم شم الانوف أعزة فجعل الشمم كناية عن العزة والانفة كما يقال للعزيز شامخ الانف وللذليل خاشع الانف ، ثم قال يهينون للاضياف والمساكين أبدان الجزور وهو جمع بدنة وهي الناقة المتخذة للنحر المسمنة وكذلك الجزور وقوله مخاميص العشيات أي يؤخرون العشاء تربصا على ضيف يطرق فبطونهم خميصة في عشياتهم لتأخيرهم الطعام ، والخور الضعفاء عند الشدة ، والقزم الحقراء الارذال وأصل القزم أرذال الغنم ويروي أبداء الجزور وهو أفضل أعضائها اذا فصلت ، واحدها بدء ، ومنه قيل للسيد بدء لفضله.