(١) ثم زادوا أنّهم في قومهم |
|
غفر ذنبهم غير فخر |
ومما جاء على فعل ، قول الشاعر : [كامل]
(٢) حذر امورا لا تضير وآمن |
|
ما ليس منجيه من الأقدار |
ومن هذا الباب قول رؤبة : [رجز]
(٣) برأس دمّاغ رؤوس العزّ
ومنه قول ساعدة بن جؤيّة : [بسيط]
__________________
(٨٩) الشاهد في نصب ذنبهم بغفر لانه جمع غفور ، وغفور تكثير غافر وعامل عمله فجرى جمعه على العمل مجراه* مدح قومه فيقول لهم فضل على الناس وزيادة عليهم بانهم يغفرن ذنب المذنب اليهم ولا يفخرون بذلك سترا لمعروفهم ويروي غير فجر بالجيم أي يغفرون الذنب ويعفون عن الفحشاء والرواية الاولى أصح وأحسن.
(٩٠) الشاهد في نصب أمور بحذر لانه تكثير حاذر وحاذر يعمل عمل فعله المضارع فجرى حذر عند سيبويه مجراه في العمل لانه عنده مغير من بنائه للتكثير كما كان ضروب وضراب وغيرهما من الامثلة ، وقد خولف سيبويه في تعدي فعل وفعيل لانهما بناآن لما لا يتعدى كبطروا شر وكريم ولئيم ، وسيبويه رحمهالله لا يراعي موافقته بناء ما لا يتعدى اذا كان منقولا عن فاعل المتعدي للتكثير وهو القياس مع اثباته بالشاهد وأن كان قد رد عليه استشهاده بالبيت وجعل مصنوعا ، ونسب الى أبي الحسن الاخفش وزعم الراد عنه انه قال سألني سيبويه عن تعدي فعل فوضعت له حذر أمورا لا تخاف وان كان صحيحا فلا يضر ذلك سيبويه لأن القياس يعضده وقد ألفيت في بعض ما رأيت لزيد الخيل بن مهلهل الطائي بيتا في تعدي فعل وهو قوله :
أتاني انهم مزقون عرضي |
|
جحاش الكرملين لها فديد |
فقال مزقون عرضي كما ترى واجراه مجرى ممزقين وهذا لا يحتمل غير هذا التأويل فقد ثبت صحة القياس بهذا الشاهد القاطع.
(٩١) الشاهد فيه نصب رؤس العز بدماغ لانه تكثير دامغ وهو الذي يبلغ بالشجة الى الدماغ وأراد رؤوس أهل العز فحذف كما قال الله عزوجل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ).