وقال زيد الخيل : [طويل]
(١) أفي كلّ عام مأتم تبعثونه |
|
على محمر ثوّبتموه ومارضا |
وقال جرير فيما ليست فيه الهاء [وافر]
أبحت حمى تهامة بعد نجد |
|
وما شيء حميت بمستباح (٢) |
وقال الشاعر [وهو الحارث بن كلدة] [وافر]
فما أدري أغيّرهم تناء |
|
وطول العهد أم مال أصابوا (٣) |
ومما لا يكون فيه الا الرفع أعبد الله أنت الضاربه لانك انما تريد معنى أنت الذي ضربه فهذا لا يجري مجرى يفعل ، ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول ما زيدا أنا الضارب ولا زيدا أنت الضارب وانما تقول الضارب زيدا على مثل قولك الحسن وجها ألا ترى أنك لا تقول أنت المائة الواهب كما تقول أنت زيدا ضارب ، وتقول هذا ضارب كما ترى فيجيء على معنى هذا يضرب وهو يعمل في حال حديثك وتقول هذا ضارب فيجيء على معنى هذا سيضرب واذا قلت هذا الضارب فانما تعرّفه على معنى الذي يضرب فلا يكون الا رفعا ، كما أنك لو قلت أزيد أنت ضاربه اذا لم ترد بضاربه الفعل وصار معرفة رفعت فكذلك هذا الذي لا يجيء الا على هذا المعنى فانما يكون بمنزلة الفعل نكرة وأصل وقوع الفعل صفة للنكرة كما لا يكون الاسم كالفعل إلا نكرة ، ألا ترى أنك لو قلت أكلّ يوم زيدا تضربه لم يكن الا نصبا لانه ليس بوصف فاذا كان وصفا فليس بمبنى عليه الأول كما انه لا يكون الاسم مبنيا عليه في الخبر فلا يكون ضارب بمنزلة يفعل وتفعل إلا نكرة ، وتقول أذكر أن
__________________
(١٠٣) الشاهد في رفع مأتم لان تبعثونه في موضع الوصف له فلا يعمل فيه كما تقدم* وصف فرسا أهدى اليه ثوابا عن يد كانت منه الى مهديه ، فيقول ندمتم على ما أهديتم الينا وحزنتم حزن من فقد حميما فجمع له مأتما ، والمأتم النساء يجتمعن في الخير والشر وأراد به هيهنا اجتماعهن في الشر خاصة ، ثم وصف أن ذلك الفرس محمر أي هجين أخلاقه كاخلاق الحمير ، ومعنى ثوبتموه جعلتموه لنا ثوابا ، ورضا بمعنى رضى وهي لغة طيىء يكرهون مجىء الياء بعد الكسرة متحركة فيفتحون ما قبلها لتنقلب الى الألف لخفتها.
(١) قد تقدم تفسيرهما وشرحهما في ص ٥٩ رقم ٧٥ ـ ٧٦ فأغنى ذلك عن اعادتهما