الفسق أو الجهل فهذا غير مقبول ؛ لأنه يرفع مقام الصحابة ولكنه يهدم الدين في المقابل ، فمثلا قراءة أبي الدرداء السابقة (وإن زنى وإن سرق) من غير المعقول أن نحسن الظن بها فنخترع أصولا ما أنزل الله بها من سلطان فنجعلها من الدين ، وأن هناك شيئا اسمه نسخ تلاوة وهي منه ، أو هي من القراءات الشاذة التي جاءت من شيء اسمه الأحرف السبعة ، أو أن النبي صلی الله عليه وآله وسلم قرأها وتواترت عند أبي الدرداء ولم تتواتر عند غيره ، و و وإلخ من الحكايات العجيبة الغربية ، ثم لماذا كل هذا ؟! لتصحيح ما أخطأ به فلان من الصحابة ! . وكأن الدين في خدمة الصحابة ! سبحان الله !
أخرج ابن جرير عن ابن اسحاق قال : في قراءة عبد الله (متكئين عليها ناعمين) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ) (٢) .
أخرج ابن جرير عن قتادة قال : في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه (ما يمسه إلا المطهرون) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) (٤) .
___________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٥٥ .
(٢) الواقعة : ١٦ .
(٣) الدر المنثور ٦ : ١٦٢ .
(٤) الواقعة : ٧٩ .