تعالی محمدا عليه السلام ، ولا أنزل به عليه القرآن ، فمن قرأ بغير العربية فلم يقرأ ما أرسل الله تعالی به نبيه عليه السلام ولا قرأ القرآن بل لعب بصلاته فلا صلاة له إذ لم يصل كما أمر ، فإن ذكروا قول الله تعالی ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) (١) قلنا : نعم ذكر القرآن والإنذار به في زبر الأولين ، وأما أن يكون الله تعالی أنزل هذا القرآن على أحد قبل رسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم فباطل وكذب ممن ادعی ذلك ، ولو كان هذا ما كان فضيلة لرسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم ولا معجزة له وما نعلم أحدا قال هذا قبل أبي حنيفة (٢) .
ونعيد بعض كلام ابن حزم الذي ذكرناه في مبحث الأحرف السبعة : فكيف يسوغ للجهال المغفلين أو الفساق المبطلين ، أن يقولوا : إنه عليه السلام كان يجيز أن توضع في القرآن مكان (عَزيزٌ حكيمٌ) (غفورٌ رحيمٌ) أو (سميعٌ عليمٌ) وهو يمنع من ذلك في دعاء ليس قرآنا ، والله يقول مخبراً عن نبيه صلی الله عليه [ وآله ] وسلم : ( مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ) (٣) . ولا تبديل أكثر من وضع كلمة مكان أخرى ، أم كيف يسوغ لأهل الجهل والعمى ـ يقصد أبا حنيفة وأتباعه ـ إباحة القراءة المفروضة في الصلاة بالأعجمية مع
___________
(١) الشعراء : ١٩٦ .
(٢) المحلی لابن حزم ٤ : ١٥٩ .
(٣) يونس : ١٥ .