حميد عن أبي رجاء :
أنه كان يقرأ (وإلا أن تتقوا منهم تقية) ، وأخرج عبد بن حميد عن قتادة : أنه كان يقرأها (تتقوا منهم تقية) بالياء (١) .
وقال إمامه وسيده الطبري : ولقد اختلف القراء في قراءة قوله : ( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) (٢) . فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار ( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) علی تقدير فعله مثل تخمة وتؤدة وتكأة من اتقيت ، وقرأ ذلك آخرون (إلا أن تتقوا منهم تقية) على مقال فعلية (٣) .
وعليه فليكن النيل من هؤلاء والحكم بضلالهم وكفرهم هو الأجدر بالمنصف العادل .
ويستمر مسلسل الجهل عندما تنتقل للصفحة المقابلة إذ يذكر : وفي سورة الحج (الآية ٥٢) ( أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) يقول شبّر : وعنهم ـ أي أئمته ـ أو محدَّث بفتح الدال ، وهو الإمام يسمع الصوت ولا يری الملك (٤) ، ثم يعلق في الهامش ويقول : ومعنی هذا التحريف أن الإمام مرسل يوحی إليه !
___________
(١) الدر المنثور للسيوطي ٢ : ١٦ ، راجع المصدر لترى عدد الروايات عندهم في مشروعية التقية وأقوال سلفهم الصالح فيها .
(٢) آل عمران : ٢٨ .
(٣) تفسير الطبري ٣ : ١٥٣ ، ط . دار المعرفة .
(٤) أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله : ٢٤٣ .