مفسدة مغيرة منها ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (١) فادعى أن الحكمة والعزة لا يشاكلان المغفرة ، وأن الصواب (وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم) ، وترامى في الغي في هذا وأشكاله حتى ادعى أن المسلمين يصحّفون ( وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا ) (٢) . والصواب الذي لم يغيّره عنده (وكان عبدا لله وجيها) ، وحتى قرأ في صلاة مفترضة على ما أخبرنا جماعة سمعوه وشهدوه (٣) (لا تحريك به لسانك إنا علينا جمعه وقراءته فإذا قرآناه فاتبع قراءته ثم إن علينا نبأ به) وحكى لنا آخرون عن آخرين أنهم سمعوه يقرأ (ولقد نصركم الله ببدر بسيف عليّ وأنتم أذلة) ويروي هؤلاء أيضا لنا عنه قال (هذا صراط عليّ مستقيم) .
وادعى أن عثمان رضي الله عنه لما أسند جمع القرآن إلى زيد بن ثابت لم يصب ؛ لأن عبد الله بن مسعود وأُبيّ بن كعب كانا أولى بذلك من زيد ؛ لقول النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : (أقرأ أمتي أُبيّ بن كعب) ، ولقوله عليه السلام : (من سرّه أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أُمّ عبد) (٤) ، وقال هذا القائل : لي أن أخالف
___________
(١) المائدة : ١١٨ .
(٢) الأحزاب : ٦٩ .
(٣) إمامته للناس في الصلاة ومعرفته بشواذ القراءات وأسماء الله وصفاته ، كلها تدل على أنه كان ذا مرتبة علمية وعلى دراية بما يقول .
(٤)
وهذا قول كل عاقل عندما يرى إسناد عثمان جمع القرآن لزيد ، وفي الصحابة العلماء
الأجلاء كأُبيّ وابن مسعود وغيرهم من خبراء القرآن ، ورأي عالمهم هو رأي ابن مسعود فلماذا
=