ورد الآلوسي دعوى ابن مسعود بقوله : وقد صح عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف وأخرج الإمام أحمد والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم عن زر بن حبيش قال : أتيت المدينة فلقيت أبي بن كعب فقلت له : يا أبا المنذر إني رأيت ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال : أما والذي بعث محمداً صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بالحق لقد سألت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] عنهما وما سألني عنهما من أحد منذ سألت غيرك ، فقال : قيل لي : ( قُلْ ) فقلت . فقولوا ، فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (١) .
وقد مر أن هذه الرواية لا تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان متأكدا من قرآنيتهما ، وكذا نص عليه بعض علماء أهل السنة .
وسجل الآلوسي اعترافه أيضاً على بعض سلفهم الصالح الذين قالوا بوقوع التحريف في هذه الآيات الكريمة : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (٢) ، وقوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٣) وقوله تعالى : ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ
___________
(١) روح المعاني للآلوسي ٣٠ : ٢٧٩ ، ط . دار إحياء التراث العربي .
(٢) المائدة : ٦٩ .
(٣) طه : ٦٣ .