إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ) (١) ، فقال :
وبالجملة لا يلتفت إلى من زعم أن هذا من لحن القرآن وأن الصواب (المقيمون) بالواو كما في مصحف عبد الله ، وهي قراءة مالك بن دينار والجحدري وعيسى الثقفي ، إذ لا كلام في نقل النظم تواتراً فلا يجوز اللحن فيه أصلا (٢) .
واعترف أيضاً في موضع آخر : واستشكلت هذه القراءة حتى قيل : إنها لحن وخطأ ، بناء على ما أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) وعن قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) وعن قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) فقالت : يا بن أخي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب . وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال الجلال السيوطي (٣) .
وقال الآلوسي أيضاً في تفسير الآية ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (٤) ما يلي :
___________
(١) النساء : ١٦٢ .
(٢) روح المعاني للآلوسي ٦ : ١٥ .
(٣) نفس المصدر ١٦ : ٢٢١ .
(٤) الإسراء : ٢٣ .