بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو التمسّك بالثقلين : كتاب الله وعترته عليهم السلام ، بنص الحديث المتواتر الذي أخرجه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه (١) .
___________
=
بايعوا علياً ، فعليكم بتقوى الله وانصروا علياً وآزروه ، فوالله إنه لعلى الحق آخراً وأوّلا ، وإنه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي إلى يوم القيامة ، ثم أطبق يمينه على يساره ، ثم قال : اللهم اشهد إني قد بايعت علياً ، وقال : الحمد لله الذي أبقاني إلى هذا اليوم ، وقال لابنيه صفوان وسعد : احملاني وكونا معه ، فستكون له حروب ، فإنه والله على الحق ، ومن خالفه على الباطل . ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام ، وقيل : بأربعين يوماً .
(١)
لا بأس هنا بالتنبيه على نقطة وهي أن حديث الثقلين ورد بألفاظ متقاربة ويعد حديث صحيح مسلم شاهدا على حديث مسند أحمد وغيره لذلك قال الألباني في سلسلته الصحيحة ٤ : ٣٥٦ ، ح ١٧٦١ بعد أن ذكر الحديث الشريف بهذه الصيغة (يا أيها الناس ! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي) قال الألباني : (قلت : لكن
الحديث صحيح ، فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم . .) فذكر نص حديث مسلم ، ثم ذكر حديث مسند أحمد والطبراني وهو بصياغة أخرى وقال (وإسناده صحيح ، رجاله رجال الصحيح) ، وذكر أيضا حديث مسند أحمد وهو بصياغة أخرى فقال (وهو إسناد حسن بالشواهد) ، وقال الشيخ شعيب أرنؤوط في تحقيقه لسير أعلام النبلاء للذهبي ٩ : ٣٦٥
: (وأخرجه مسلم في صحيحه ، ح ٢٤٠٨ فضائل الصحابة ، من حديث زيد بن أرقم مرفوعا بلفظ ...) فذكر لفظ مسند أحمد ، فكل هذا يدل على أن الحديث واحد لا تعارض بين طرقه
وصيغه وليس الأمر كما حسب بعض الجهلة كـ (عثمان . خ) أن حديث صحيح مسلم ليس هو حديث أحمد أو الطبراني أو ابن أبي عاصم والطحاوي ، والمشكلة لم تنبع من الحقد فقط
بل
=