وقال أبو حاتم بن حبان : ... وكان من العباد المجابين الدعوة في الأوقات ولم ينصف من جانب حديثه ، واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه وبابن أخي الزهري وبعبد الرحمان بن عبد الله بن دينار ، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة وذويهما ، كانوا يخطئون فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه ، فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا ، وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة ، ولم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل والدين والنسك والعلم والكتبة والجمع والصلابة في السنة والقمع لأهل البدع ، ولم يكن يثلبه في أيامه إلا معتزلي قدري أو مبتدع جهمي ، لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة ، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش حماد بن سلمة في إتقانه أم في جمعه أم علمه أم في ضبطه .
وقال أبو عبد الله التميمي عن أبيه : رأيت حماد بن سلمة في المنام فقلت : ما فعل بك ربك ؟ قال خيرا ، قلت : ماذا قال ؟ قيل لي : طالما كددت نفسك فاليوم أطيل راحتك وراحة المتعوبين في الدنيا ، بخ بخ ماذا أعددت لهم .
عن أبان بن عبد الرحمان
قال : رؤي حماد بن زيد في المنام فقيل له : ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي ، قيل فما فعل حماد بن سلمة ؟ قال : هيهات ذاك في أعلى عليين ، أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير قال : أنبانا أبو الحسن الجمال وأبو المكارم اللبان ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد قال أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو أحمد فذكره استشهد به البخاري