ليست من القرآن ، ومع ذلك قرأها الصحابة كقرآن !
وعلى أي حال فهذا التحريف للنص القرآني ـ على مبانيهم ـ يشرح لنا معنى الآية ويفسّرها ، ولا مانع من أخذ المفيد وترك الفاسد من تلك الزيادات ، كما اعتمد الحنفية قراءة ابن مسعود (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) بدلاً عن قوله ( فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) (١) لإثبات لزوم التتابع .
ولا يقال : إنّ هذه الموارد من باب تفسير الآية ، وذلك لأن القراءة بالتفسير تكون حالة شاذة ونادرة كالمرة والمرتين ، ومن غير المعقول أن يفسر القارئ الآية في كل مرّة ، وكأن القرآن لا يقرأ إلّا مع التفسير حتی قيل : (قراءة فلان كيت وكيت) ، (وكان يقرأها بكذا وكذا) ! ، إلّا أن يتبع أهل السنة شيعة أهل البيت عليهم السلام في القول بالتنزيل الذي أنزل من السماء تفسيرا للقرآن ، فيحتملون حينها أن هؤلاء الصحابة قرأوا التنزيل مع القرآن فاختلط عليهم الأمر .
أخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال في بعض القراءة : (فإن أتوا أو أتين بفاحشة) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ ) (٣) .
أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ (عاقدت إيمانكم) (٤)
___________
(١) البقرة : ١٩٦ .
(٢) الدر المنثور ٢ : ١٣٤ .
(٣) البقرة : ٢٥ .
(٤) الدر المنثور ٢ : ١٥٠ .